سمعت لفلان، أي: استجبت له، ومنه سمع الله لمن حمده كما تقدم، لكن قوله تعالى:{إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}[إبراهيم: ٣٩]، من أيهما؟ منهما، فهو سميع الدعاء يسمع الصوت أي صوت الداعي، وهو أيضًا مجيب الدعاء، فيشمل الأمرين.
أما العليم: فما أعمه من اسم، فالعليم إن لم يكن أعم أسماء الله فهو من أعمها؛ لأن العلم يتعلق بالأمور الممكنة، وغير الممكنة، والواجبة، فعلم الله يتعلق بكل شيء، فالله عزّ وجل يعلم الشيء المستحيل، مثاله: قول الله تبارك وتعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء: ٢٢]، هذا شيء مستحيل، ومع ذلك عَلِمَ الله عزّ وجل نتيجته.
ويعلم سبحانه وتعالى الممكن، وهو ما يتعلق بأفعال العباد، فكل أفعال العباد من قسم الممكن، والله تعالى يعلمها قال تعالى:{عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ}[البقرة: ١٨٧]، وقال:{عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ}[البقرة: ٢٣٥]، وقال أيضًا:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ}[الأحزاب: ٥١]، وغير ذلك من الآيات الكثيرة، كل علم يتعلق بالمخلوق فهو علم بالممكن؛ لأن المخلوق، من قسم الممكن، إذ لو كان مستحيلًا ما وجد، ولو كان واجبًا ما عدم.
ويعلم جلَّ وعلا ما يتعلق بالواجب، وهو علمه تبارك وتعالى عن نفسه، فعلمه عن نفسه علم بالواجب، ولهذا قال العلماء: إن العلم هو أعم صفات الله عزّ وجل، وهل يتعلق بمشيئته جلَّ وعلا، أو هو صفة لازمة؟
الجواب: هو صفة لازمة، ولهذا قال السفاريني رحمه الله: