للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النعم، وعلى هذا فقوله: {فَجَزَاءٌ} مبتدأ، وخبره محذوف والتقدير: "فعليه جزاؤه" أي: عليه جزاءٌ يجزي به عما قتل، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله.

و{مِثْلُ} عطف بيان لقوله: {فَجَزَاءٌ}، ولا يمكن أن نجعلها نعتًا؛ لأن (مثلُ) معرفة حيث أضيفت إلى اسم الموصول، و"جزاءٌ" نكرة، ولا تنعت النكرة بالمعرفة ولكن نجعلها عطف بيان، وعطف البيان قريب من الصفة، لكن لا يشترط فيه ما يشترط في النعت.

وقوله: {مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} يعني: يكون مماثلًا له، والمراد بالمماثلة هنا: المقاربة في الخلقة؛ لأن التماثل بين الصيد وبين النعم مستحيل، أعني التماثل من كل وجه؛ لكن المراد بذلك التقارب في الخلقة.

وقوله: {مِنَ النَّعَمِ} هي ثلاثة أشياء: الإبل والبقر والغنم وتسمى بهيمة الأنعام.

قوله: {يَحْكُمُ بِهِ} أي: بهذا الجزاء، أو بهذا المثل: {ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} ذوا: مثنى وهي مضافة إلى عدل، أي: صاحبا عدل منكم، والعدالة: هي الاستقامة في الدين والمروءة، فمعنى {ذَوَا عَدْلٍ} أي: ذوا استقامة في الدين والمروءة.

أما في الدين: ففسرها الفقهاء رحمهم الله بأن يأتي بالفرائض، وأن لا يفعل كبيرة ولا يصر على صغيرة، هذه الاستقامة في الدين.

الاستقامة في المروءة: أن لا يفعل ما يشينه عند الناس وأن يفعل ما يجمله عندهم، يعني يفعل الجميل ويدع المشين، وهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>