استفهام، وإذا قلنا:"ما" اسم استفهام و "ذا" بمعنى: "الذي" صارت "ما": اسم استفهام مبتدأ و "ذا" اسم موصول خبر المبتدأ، و {أُجِبْتُمْ} مبني للمفعول، ويقال: مبني للمجهول، ويقال: مبني لما لم يسمَّ فاعله، والأخير هو الأولى؛ لأنه قد يبنى على هذه الصيغة وفاعله معروف، ولكنه لم يسمَّ، مثل قول الله تعالى:{وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}[النساء: ٢٨] , لا يمكن أن تقول:(خُلق) فعل ماض مبني للمجهول؛ لأن الخالق معلوم، ولهذا عبر ابن مالك رحمه الله في الألفية بقوله: ما لم يسمَ فاعله، وهذا أحسن.
قوله:{قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا}: هذا جواب قوله: {مَاذَا أُجِبْتُمْ} وقوله: {لَا عِلْمَ لَنَا}(لا) هذه نافية للجنس، وهي تعمل عمل "إن" لكن اسمها يكون مبنيًّا معها إذا كان مفردًا، والمفرد في باب لا النافية للجنس، ما ليس مضافًا ولا شبيهًا بالمضاف، وعلى هذا فيكون {عِلْمَ}: مبني على الفتح في محل نصب، و "لنا": جار ومجرور خبرها.
أما معنى الآية: فيقول الله عزّ وجل: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ} يعني: اذكر هذا اليوم العظيم، يوم يجمع الله الرسل وذلك في يوم القيامة، يجمعهم على أي كيفية وفي أي وقت، هل هو في أول يوم القيامة أو في آخره، أم ماذا؟
يجب علينا في مثل هذه المسائل الغيبية أن نقف حيث وقف النص؛ لأنه ليس للعقل في هذا مدخل، لا ندري هل يكون أول ما يبعث الناس في أثناء اليوم أو في آخر اليوم، علينا أن نذكر هذا الجمع.