للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (٥٥)} [الروم:٥٥].

فالتأكيد في هذه الآيات دليل على أمرين:

الأول: أن الساعة آتية لا محالة، والثاني: ليخرس ألسنة الذين ينكرون وقوعها وحدوثها (١).

ج - تنويع الألفاظ والأساليب في الإخبار عن اليوم الآخر:

فقد أخبر المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، عن الآخرة بألفاظ مختلفة كلها تدل على إمكانها، وإثباتها، ووقوعها.

فذكر لفظ الآخرة فيما يزيد على مائة مرة، فجاء ذكرها في عدة مقامات:

- ففي مقام مدح المؤمنين، يقول جل شأنه: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤)} [[البقرة:٤].

- وفي مقام دعائهم وتضرعهم لربهم، يقول سبحانه وتعالى: ... {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (٢٠١)} [البقرة:٢٠١].

- وفي مقام مدح بعض عباده الصالحين، يقول تعالى مثنيا على نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام: {وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (١٣٠)} [البقرة:١٣٠] وقال جل وعلا عن نبيه عيسى عليه السلام: {وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥)} [آل عمران:٤٥]،وقال سبحانه وتعالى لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (٤)} [الضحى:٤] " والمعنى: أي الذي أعطاك ربك في الآخرة، خير لك وأعظم من الذي أعطاك في الدنيا" (٢)، قال ابن إسحاق: " أي ما عندي في مرجعك إلي يا محمد خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا" (٣)، " ولهذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أزهد الناس في الدنيا وأعظمهم لها اطراحا، كما هو معلوم بالضرورة من سيرته" (٤)


(١) محمد طنطاوي: التفسير الوسيط (٨/ ٧٥).
(٢) الخازن: لباب التأويل، (٤/ ٤٣٨).
(٣) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (٢/ ٩٥).
(٤) ابن كثير: تفسير القران العظيم ت: سامي سلامة (٨/ ٤٢٥).

<<  <   >  >>