للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- وفي مقام آخر يمدح عباده المؤمنين، وأوليائه المتقين، فيقول جل شأنه: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (٦٣) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي

الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٤)} [يونس:٦٢ - ٦٤]. فالله تعالى ولي المؤمنين، وناصرهم، ومؤيدهم في الدنيا، ورافع شأنهم ومقامهم في الآخرة، يقول نبي الله يوسف - عليه السلام - في مقام الخضوع والاعتراف: {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (١٠١)} [يوسف:١٠١].

- وفي مقام آخر يمتن الله تبارك وتعالى على عباده، بأنه له الآخرة والأولى، فيعطي من يشاء، ويمنع من يشاء، وذلك أن سياق الآيات الواردة في هذا المقام، تتحدث عن المشركين، حيث قال الله تعالى عن شأنهم: {أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (٢٤)} [النجم:٢٤]

قيل في معنى ذلك: هل له كل ما اشتهى؟، وقيل: للإنسان ما تمنى من البنين، أي يكون له

دون البنات، وقيل: أم للإنسان ما تمنى من شفاعة الأصنام (١) فجاء الجواب: {فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (٢٥)} [النجم:٢٥] " أي إنما الأمر كله لله ملك الدنيا والآخرة، والمتصرف في الدنيا والآخرة، فهو الذي ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن " (٢).


(١) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (١٧/ ١٠٤).
(٢) ابن كثير: تفسير القران العظيم ت: سامي سلامة (٧/ ٤٨٥)

<<  <   >  >>