للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- ما اشتمل عليه القرآن العظيم من صور الإعجاز، فالقرآن لما كان المصدر الرئيسي للمعرفة، تجلى إعجازه في أمور كثيرة: في نظمه وبلاغته، وقصصه وأخباره، وما نطوى عليه من الغيبيات، وما أشار إليه من حقائق هذا الكون الفسيح "ولا خلاف بين العقلاء أن كتاب الله معجز" (١).

- وكيف لا يكون معجزاً، وقد احتوى على علوم ومعارف لم يجمعها كتاب من الكتب، ولا أحاط بعلمها أحد في كلمات قليلة وأحرف معدودة.

- وكيف لا يكون معجزاً، وهو محفوظ عن الزيادة النقصان، محروس عن التبديل والتغيير على تطاول الأزمان، بخلاف سائر الكتب.

- وكيف لا يكون معجزاً، وفيه من حسن تأليفه، وإلتئام كلمه، وصحة معانيه، وتوالي فصاحة ألفاظه، ووجوه إيجازه وبلاغته، ما لا يوجد له نظير (٢).

- أن إعجاز القرآن الكريم يظهر في أسلوبه، وبلاغته، وبيانه وتشريعاته (٣).

وكذا ما تميز به القرآن الكريم من أوجه الإقناع وأساليب مخاطبة العقل فالقرآن يعتبر رسالة إقناعية خاطبت العقل البشري من خلال استراتيجيات محددة، وأساليب إقناعية.

ومن بين تلك المداخل المختلفة للإقناع: محاولة التغيير في البناء النفسي للفرد فإثارة حاجياته أو دوافعه أو اتجاهاته، ومن تلك الأنواع الشائعة في هذا المجال: إثارة توقعات المتلقي، بأن قيامه بسلوك معين، سوف يجنيه أخطاراً أو حرماناً، أو يؤدي إلى فقدانه القبول الاجتماعي، ويظهر هذا جلياً في أسلوب الترغيب والترهيب في القرآن الكريم (٤).


(١) الرزكشي: البرهان في علوم القرآن، دار إحياء الكتب العربية، ط ١ ١٣٧٦ هـ (٢/ ٩٣).
(٢) السيوطي: معترك الأقران، دار الكتب العلمية - بيروت، ط ١ ١٤٠٨ هـ (١/ ١٢)
(٣) الدهلوي: الفوز الكبير، دار الصحوة - القاهرة، ط ٢ - ١٤٠٧ هـ، ص (١٦٥)
(٤) معتصم با بكر مصطفى: أساليب الإقناع في القرآن الكريم: الفصل الثالث: القرآن الكريم وأساليب الإقناع، مركز البحوث والدراسات في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر.

<<  <   >  >>