للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج الشيخان عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - رَجُلًا مِنَ الأَزْدِ، يُقَالُ لَهُ ابْنُ الأُتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، قَالَ: «فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ، فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ» ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ» ثَلَاثًا (١).

قال الإمام الخطابي:" في هذا بيان أن هدايا العمال سحت، وأنها ليس سبيلها سبيل سائر الهدايا المباحة " (٢).

وقال النووي: "وفي هذا الحديث بيان أن هدايا العمال حرام وغلول، لأنه خان ولايته وأمانته، ولهذا ذكر في الحديث عقوبته وحمله ما أهدي إليه يوم القيامة كما ذكر مثله في الغال" (٣).

(٥): ربط الإيمان باليوم الآخر بالإيمان بالله تعالى، وذلك في أحاديث كثيرة منها:


(١) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الهبة وفضلها باب من من لم يقبل الهدية لعلة ح (٢٥٩٧) وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الإمارة، باب تحريم هدايا العمال ح (١٨٣٢.
(٢) الخطابي: معالم السنن، المطبعة العلمية - حلب، ط ١ ١٣٥١ هـ (٣/ ٨).
(٣) النووي: شرح مسلم، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط ٢ - ١٣٩٢ هـ (١٢/ ٢١٩).

<<  <   >  >>