للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشاهد فيما نحن بصدده: أن العلماء ذكروا أن أمية بن أبي الصلت، كان من يتعبد في الجاهلية، ويؤمن بالبعث (١).

وذكر أهل العلم جماعات من الجاهليين ممن كانوا يؤمنون بالبعث والمعاد (٢) ولكن كانوا قله، خلافاً لما ذهب إليه محمد بن حبيب الأشمي في المحبر حيث قال: وكان أكثر العرب يؤمنون بالبعث (٣).

وهذا القول يخالف الوارد في القرآن الكريم من بيان أوجه البعث والمعاد وإمكان وضرب الأمثلة المشاهدة والمحسوسة، وما في ذلك إلا لكثرة المكذبين والمنكرين له، ولذا رد القرآن الكريم على منكريه في غالب سور القرآن، فأبان ووضح ووجه ودلل.

وما يستدل به الأخباريون بإيمان بعض الجاهلين بالبعث، ما يعرف عندهم بالعقدة أو البلية: وهي ناقة تعقل عند القبر حتى تموت، يقول الشهرستاني:" وكان بعض العرب إذا حضره الموت يقول لولده: ادفنوا معي راحلتي حتى أحشر عليها، فإن لم تفعلوا حشرت على رجلي " (٤)، وذكروا في ذلك أشعارًا.

ويقول السهيلي:" البلية: الناقة التي كانت تعقل عند قبر صاحبها إذا مات حتى تموت جوعاً وعطشاً، ويقولون: إنه يحشر راكباً عليها، ومن لم يفعل معه هذا حشر راجلاً، وهذا على مذهب من كان منهم يقول بالبعث وهم الأقل" (٥).


(١) العيني: عمدة القاري (١٦/ ٢٩٥)،ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (٣/ ١٥٠).
(٢) انظر: الشهرستاني: الملل والنحل (٣/ ٨٧)، الألوسي: بلوغ الأرب، (٢/ ٢٤٤ - ٢٨١).
(٣) محمد بن حبيب: المحبر، دار الآفاق الجديدة - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، ص (٣٢٢).
(٤) الشهرستاني: الملل والنحل، مؤسسة الحلبي، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (٣/ ٨٩)
(٥) السهيلي: الروض الأُنف (٢/ ١٠٥)، ابن الأثير:، ص (١٦/ ١٥٦).

<<  <   >  >>