للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعد نهاية هذا المطلب نستعرض ما ذكره الإمام ابن تيمية في رسالته الواسطية، حيث قال: "ومن الإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت" (١).

فالموت سابق لهذه الأمور المذكورة بعده، وهو حق، قال جل وعلا: ... {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} [ق:١٩] قيل في معنى الحق هنا: الموت والتقدير: وجاءت سكرة الموت بالموت، فالحق هو الموت الذي حتمه الله على جميع خلقه (٢).

وختاماً: فإن الموت ليس واقعة طبية فقط، وإنما هو حقيقة دينية فلسفية وواقعة قانونية، وحالة اجتماعية فالدين يعتبره: مفارقة الروح للجسد ... وبدء حساب الآخرة، والانتظار للبعث.

وفي نظر القانون يعتبره: انتهاء شخصية كانت معتبرة، وضياع ذمة مالية وانتهاء قدرة على التملك، وعلى التعامل بيع وشراء، وكذلك هو خلو منصب، وفراغ من عمل.

وهو من الناحية الاجتماعية: توقف نوع نشاط، وفراغ مجال، وانقطاع علاقات، وترمل أزواج، وتيتم أبناء، وفراق أصدقاء (٣).

ولذا كان الحديث عن الموت ضرورياً ملحاً، فقد جاء به مصرحاً ومضمناً وبالإشارة تارة، والتلميح أخرى، مع تقريبه للأذهان، ليحصل الاستعداد التام لهذه الساعة الرهيبة.


(١) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (٣/ ١٤٥)
(٢) مكي أبو طالب: الهداية إلى بلوغ النهاية، مجموعة بحوث الكتاب والسنة - كلية الشريعة - الشارقة ط ١ ١٤٢٩ هـ (١١/ ٧٠٤٣).
(٣) مقال بعنوان: (الموت إشكاليات تعريف مصطلح الموت) المنشور بتاريخ ١٣/ ٣/١٤٣٢ هـ، في موقع منهل الثقافة التربوية.

<<  <   >  >>