للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أحمد بن القاسم للإمام أحمد: يا أبا عبد الله، تقر بمنكر ونكير، وما يروى في عذاب القبر؟ فقال: نعم، سبحان الله نقر بذلك ونقوله: قلت: هذه اللفظة (منكر ونكير) تقول هذا، أو تقول ملكين؟ قال: نقول: منكر ونكير، وهما ملكان، وعذاب القبر (١).

وأشار الإمام ابن تيمية إلى أن جماعات أهل الكلام ينصرون ما ظهر من مذاهب أهل السنة، كفتنة القبر وعذابه، فقال:" وهؤلاء وأمثالهم من أهل الكلام ينصرون ما ظهر من دين الإسلام، كما ينصر ذلك المعتزلة والجهمية وغيرهم من المتكلمين، فينصرون إثبات الصانع النبوة والمعاد ونحو ذلك وينصرون مع ذلك ما ظهر من مذاهب أهل السنة والجماعة، كما ينصر ذلك الكلابية والكرامية والأشعرية ونحوهم، ينصرون أن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن الله يرى في الآخرة ... وأن فتنة القبر حق، وعذاب القبر حق ... وأمثال من الأقوال التي شاع أنها من أصول أهل السنة والجماعة " (٢).

وقال الإمام ابن عبد البر:" وأهل السنة والجماعة مصدقون بفتنة القبر وعذاب القبر، لتوافر الأخبار بذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " (٣).

وقد تواترت كلمة العلماء واستفاضت على إثبات فتنة القبر وسؤال الملكين:

قال الإمام المزني: " ثم هم بعد الضغطة في القبور مساءلون " (٤).

وقال الإمام البربهاري في بيان عقائد أهل السنة: "والإيمان بأن الميت يقعد في قبره، وترسل فيه الروح، حتى يسأله منكر ونكير عن الإيمان وشرائعه" (٥).


(١) ابن أبي يعلى: طبقات الحنابلة، دار المعرفة - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (١/ ٥٥).
(٢) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (٧/ ٤٣٥)
(٣) ابن عبد البر: الاستذكار، دار الكتب العلمية - بيروت ن ط ١ ١٤٢١ هـ (٢/ ٤٢١).
(٤) المزني: شرح السنة، مكتبة الغرباء - السعودية، ط ١ ١٤١٥ هـ، ص (٨٠).
(٥) البربهاري: شرح السنة، مكتبة الغرباء - السعودية، ط ١ ١٤١٤ هـ، ص (٨٢).

<<  <   >  >>