للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - وقوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (٩٣)} [الأنعام:٩٣].

فقول الملائكة: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ): المراد به: عذاب البرزخ الذي أوله يوم القبض والموت (١). ولو تأخر عنهم ذلك إلى انقضاء الدنيا، لما صح أن يقال لهم {اليوم تجزون} (٢).

٥ - وقوله تعالى: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (١٠١)} [التوبة:١٠١].

قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} أي: سنعذب هؤلاء المنافقين مرتين إحداهما في الدنيا، والأخرى في القبر وهو المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، وقتادة (٣)، وروي عن مجاهد (٤)، وروي عن الحسن وابن زيد (٥). وقال الإمام الطبري: "والأغلب في إحدى المرتين، أنها في القبر" (٦).


(١) ابن القيم: التفسير القيم، دار ومكتبة الهلال – بيروت، ط ١ ١٤١٠ هـ ص (٣٧٦).
(٢) ابن القيم: الروح، دار الحديث – القاهرة، ١٤٢٤ هـ، ص (٧٥).
(٣) ابن أبي حاتم: تفسير ابن أبي حاتم، مكتبة الباز –مكة المكرمة، ط ٣ ١٤١٩ هـ (٦/ ١٨٧٠)
(٤) البغوي: معالم التنزيل: (٢/ ٣٨٣)، ابن الجوزي: زاد المسير ت: عبدالرزاق المهدي، ص (٢/ ٢٩٣)
(٥) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن:٨/ ٤٢١)، ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: (٤/ ٢٠٥).
(٦) الطبري: جامع البيان، مؤسسة الرسالة، ط ١ ١٤٢٠ هـ، ت: أحمد محمد شاكر، ص (١٤/ ٤٤٥)

<<  <   >  >>