للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - وقوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢١)} [السجدة:٢١].

استدل بعض السلف بهذه الآية على إثبات عذاب القبر، وممن استدل بها على ذلك: ابن عباس والبراء بن عازب، وأبو عبيدة – رضي الله عنهم – وروي عن مجاهد، قالوا: العذاب الأدنى هو عذاب القبر (١).

٧ - وقوله تعالى: {إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ} [الإسراء:٧٥]

استدل بعض العلماء بهذه الآية كذلك على إثبات عذاب القبر، وهو المروي عن عطاء والحسن بن أبي الحسن، قال العلامة النسفي في معنى الآية:" لأذقناك عذاب الآخرة، وعذاب القبر مضاعفين" (٢).

قال العلامة الزمخشري: "فإن قلت: كيف حقيقة الكلام؟ قلت: أصله لأذقناك عذاب الحياة وعذاب الممات، لأن العذاب عذابان: عذاب في الممات وهو عذاب القبر، وعذاب في حياة الآخرة وهو عذاب النار " (٣).

والعذاب المضاعف في الآية: إما أن يراد به: العذاب المضاعف في القبر، أو العذاب المضاعف في الآخرة بعد البعث، وهي أقوال لأهل التفسير، والآية تشمل الجميع، كما قاله العلامة الأمين الشنقيطي (٤).

٨ - وقوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (١١)} [غافر:١١].


(١) ابن القيم:: ص (٧٥)، الطبري: جامع: ت: أحمد محمد شاكر، ص (٢٠/ ١٩١)
(٢) النسفي: مدارك التنزيل: (٢/ ٢٧١)، أبو السعود: إرشاد العقل السليم: (٥/ ١٨٨)، البيهقي: إثبات عذاب القبر: ص (٨٠ - ٨١).
(٣) الزمخشري: الكشاف، دار ابن خزيمة – الرياض، ط ١ ١٤١٤ هـ (٢/ ٦٨٤)
(٤) الأمين الشنقيطي: أضواء البيان، دار الفكر – بيروت، ١٤١٥ هـ (٣/ ١٧٩)

<<  <   >  >>