للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الإمام ابن رجب: "وقولهم: إن الأرواح عند الله تعالى تعاقب وتثاب، لا ينافي أن تتصل بالبدن أحياناً، فيحصل بذلك إلى الجسد نعيم أو عذاب، وقد تستقل الروح أحياناً بالنعيم والعذاب إما عند استحالة الجسد أو قبل ذلك" (١).

٣ - أن عذاب القبر ليس مختصاً بالكافرين، بل يقع على عصاة الموحدين كذلك، يقول الإمام عبد الحق الإشبيلي: "واعلم أن عذاب القبر ليس مختصاً بالكافرين، ولا موقوفاً على المنافقين، بل يشاركهم فيه طائفة من المؤمنين وكل على حاله من عمله، وما ستوجبه بخطيئته وزلَلَه " (٢).

ويقول الحافظ ابن حجر:" إثبات عذاب القبر وأنه واقع على الكفار ومن شاء الله من الموحدين " (٣).

وقد ذكر الإمام ابن رجب أنواع عذاب القبر، وذكر منها: تضييق القبر على الميت حتى تختلف فيه أضلاعه ثم قال:" وقد ورد ما يدل عل أن التضييق عام للمؤمن والكافر، وصرّح بذلك طائفة من العلماء منهم ابن بطة وغيره " (٤).

ومن أنواع عذاب القبر التي أوردها الإمام ابن رجب ودلل عليها غير ما سبق (٥):

- الضرب إما بمطراق من حديد أو غيره.

- تسليط الحيات والعقارب عليه.

- رض رأس الميت بحجر، أو شق شدقه أو نحو ذلك.

٤ - أن كل من مات وهو مستحق للعذاب ناله نصيبه منه، قبر أو لم يقبر.

فلوا أكتله السباع أو أحرق حتى صار رماداً ونسف في الهواء، أو صلب ... أو غرق في البحر، وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى المقبور (٦).


(١) ابن رجب: تفسير ابن رجب، دار العاصمة، ط ١ ١٤٢٢ هـ (٢/ ١٠٣)
(٢) ابن رجب: تفسير ابن رجب، دار العاصمة، ط ١ ١٤٢٢ هـ (٢/ ٣٧٠)
(٣) ابن حجر: فتح الباري، دار المعرفة – بيروت، ١٣٧٩ هـ (٣/ ٢٤٠)
(٤) ابن رجب: تفسير ابن رجب، دار العاصمة، ط ١ ١٤٢٢ هـ (٢/ ٣٧٠)
(٥) ابن رجب: تفسير ابن رجب: (٢/ ٣٦٤ - ٣٧٤)، ابن رجب: أهوال القبور:، (٥٢ – ٥٦)
(٦) ابن القيم: الروح: ص (٥٨ - ٧١)، ابن أبي العز: شرح الطحاوية: ص (٣٩٦).

<<  <   >  >>