للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذه الآيات الكريمة وغيرها تدل على كينونة القيامة ووقوعها، وأنها حق لا ريب فيه، ولذا سميت القيامة بالواقعة، لأنه لا بد من وقوعها، قال تعالى: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (٢)} [الواقعة:١ - ٢]، فليس لوقوعها إذا أراد الله كونها صارف يصرفها، ولا دافع يدفعها (١)،إذ وقوع القيامة أمر حتمي، وحق ثابت لا ريب فيه، لا يستطيع أحد تكذيبه عند حدوثه، كما كان يحصل في الدنيا، ولا يملك أحد أن يرده أو يدفعه (٢).

٣ - أن يوم القيامة غيب يجب الإيمان به، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ... وأن وقتها المعلوم قد أخفاه الله تعالى عن البشر، واستأثر بعلمه فقال جل وعلا: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ} [الأعراف:١٨٧]. وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (٤٣) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (٤٤)} [النازعات:٤٢ - ٤٤].


(١) الزحيلي: التفسير المنير، دار الفكر المعاصر - دمشق، ط ٢ - ١٤١٨ هـ، (٢٧/ ٢٤٤).
(٢) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ت: سامي سلامة (٧/ ٥١٣).

<<  <   >  >>