للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - أن الدلائل على إثبات البعث كثيرة متواترة متضافرة، وقد جاءت النصوص القرآنية مؤكدة حقيقة البعث بالدلائل الشرعية والعقلية النفسية مؤيدة ذلك بقوة القسم المؤكد لإثباته ووقوعه، قال تعالى بعد أن أكد أخبار البعث وما خلق في السماء من الرزق: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (٢٣)} [الذاريات:٢٣] (١).

يقول الإمام ابن كثير:" يقسم تعالى بنفسه الكريمة، أن ما وعدهم به من أمر القيامة والبعث والجزاء كائن لا محالة، وهو حق لا مرية فيه، فلا تشكوا فيه كما لا تشكوا في نطقكم حين تنطقون" (٢).

وقال العلامة السعدي: "أقسم الله تعالى على أن وعده وجزاءه حق، وشبه ذلك بأظهر الأشياء لنا وهو النطق فقال: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (٢٣)}، فكما لا تشكون في نطقكم فكذلك لا ينبغي الشك في البعث بعد الموت" (٣).

٣ - أن البعث والمعاد للروح والبدن معا، وأنهما ينعمان ويعذبان، وهو قول جماهير أهل السنة والجماعة وجماهير المتكلمين وجماهير اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم (٤).

يقول الإمام ابن تيمية في إثبات معاد الأرواح والأبدان جميعاً:" وهو مذهب سلف المسلمين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، وأئمة المسلمين المشهورين وغيرهم من أهل السنة والحديث من الفقهاء والصوفية والنظار" (٥).

٤ - إن إنكار البعث له أسباب: فتارة يتولد من الشبهة وأخرى من الشهوة:


(١) القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، دار الكتب المصرية - القاهرة، ط ٢ - ١٣٨٤ هـ، (١٧/ ٤١).
(٢) ابن كثير: تفسير القرآن، ت: سامي سلامة (٧/ ٤٢٠)
(٣) السعدي: تيسير الكريم الرحمن، مؤسسة الرسالة، ط ١ ١٤٢٠ هـ، ص (٨٠٩)
(٤) ابن تيمية: جامع المسائل، دار عالم الفوائد - ط ١ ١٤٢٢ هـ، (٣/ ٢٣٢).
(٥) ابن تيمية: الجواب الصحيح، دار العاصمة، السعودية، ط ٢ - ١٤١٩ هـ، ص (٦/ ٧)

<<  <   >  >>