للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ - وردت جملة من الآيات مضمون دلالاتها ظاهر في كتب كل ما يصدر عن المرء، وأن ذلك مسجلاً مسطوراً عليه، يقول ابن البناء: "وكل مكلف معه ملكان ليلاً ونهاراً يحفظان عليه ما كان من خير وشر ويكتبانه في الصحائف" (١).

يقول جل شأنه: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (١٠) كِرَامًا كَاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (١٢)} [الانفطار:١٠ - ١٢].

{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (١٧) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)} ... [ق: ١٧ - ١٨].

{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (٨٠)} [الزخرف: ٨٠]

{وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (٢١)} [يونس: ٢١].

{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (١٨١)} [آل عمران:١٨١].

فالدلائل على إثبات كتابه أعمال العباد في الدنيا، ثم استحضارها يوم القيامة، ظاهرة بينة، كلها تدل على هول المطلع، وشدة الموقف الذي تنكشف فيه الحقائق، فلا مكان لإخفاء عمل أو تجاهله أو المغالطة فيه. ذلك اليوم العصيب الذي تتكشف فيه الخبايا والأسرار، ولا يحتاج المرء فيه إلى شاهد أو حسيب، بل يقال: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (١٤)} (٢).

(ب) الأدلة من السنة المطهرة:


(١) ابن البناء: الرد على المبتدعة، دار الأمر الأول - الرياض، ط ٢ - - ١٤٣٣ هـ، ص (٢٣٦)
(٢) انظر: سيد قطب: في ظلال القرآن، دار الشروق - بيروت، القاهرة، ط ١٧ ١٤١٢ هـ (٤/ ٢٢١٧)

<<  <   >  >>