للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩)} [الجاثية:٢٨ - ٢٩].

فكل أمة تدعى إلى كتاب أعمالها فتجازى بأعمالها خيرها وشرها (١).

وهذه الكتب تستحضر جميع الأعمال من غير زيادة ولا نقصان، وهي تدل على كتب الأعمال في الدنيا واستحضارها في الآخرة، يقول جل وعلا:

٧ - {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (٤٩)} [الكهف:٤٩]، والكتاب الموضوع هو كتاب أعمال العباد، يوضع في أيديهم فيرون فيه الجليل والحقير، والفتيل والقطمير والصغير والكبير وقد أخبر المولى جل وعلا أنه حفظ أعمال العباد مع نسيانهم إياها، فقال جل وعلا: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٦)} [المجادلة:٦].

٨ - {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (٣٠)}

فتجد كل نفس ما عملته في صحائف أعماله، فما رأى من أعماله، فما رأى من أعماله حسناً سره ذلك وأفرحه، وما رأى من قبيح ساءه وغاظه، وود لو أنه تبرأ منه، وأن يكون بينهما أمد بعيد (٢).


(١) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم ت: سامي سلامة (٧/ ٢٧١)
(٢) الرازي: مفاتيح الغيب، (٨/ ١٩٦)، ابن كثير: تفسير القرآن العظيم، ت: سامي سلامة (٢/ ٣١)

<<  <   >  >>