للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الإمام مكي بن أبي طالب في قوله تعالى {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (٦)} [الأعراف:٦]: "وهذا يدل على أن الكفار يحاسبون ويسألون " (١).

وقال في موضع آخر: "وقد ذكر تعالى ذكره، وزن أعمال الكفار في غير موضع من كتابه، وذلك ما عظم الحساب، وهو كثير في القرآن مكرر، يدل على محاسبة الكفار"، ولذا قال الإمام القرطبي في هذه الآية: "دليل على أن الكفار يحاسبون" (٢).

ورجح هذا القول الإمام ابن جزي الغرناطي فقال:" والصحيح أنهم يحاسبون على ذنوبهم ويُسألون عنها لقوله {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢)} [الحجر: ٩٢]، وأن هذا السؤال المنفي، السؤال على وجه الاختبار وطلب التعريف؛ لأنه لا يحتاج إلى سؤالهم على هذا الوجه، لكن يسألون على وجه التوبيخ، وحيثما ورد في القرآن إثبات السؤال في الآخرة، فهو على معنى المحاسبة والتوبيخ، وحيثما ورد نفيه فهو على وجه الاستخبار والتعريف" (٣).


(١) مكي بن أبي طالب: الهداية، مجموعة بحوث الكتاب والسنة، كلية الشريعة: (٤/ ٢٢٨٣).
(٢) مكي بن أبي طالب: الهداية، مجموعة بحوث الكتاب والسنة: (٦/ ٤٤٨١)، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن (٧/ ١٦٤).
(٣) ابن جزي: التسهيل لعلوم التنزيل، دار الأرقم بن أبي الأرقم - بيروت ن ط ١ ١٤١٦ هـ (٢/ ١٢٠).

<<  <   >  >>