للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجاء في حديث أنس رضي الله عنه مرفوعاً: «أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَأْخُذُ بِحَلْقَةِ بَابِ الْجَنَّةِ فَأُقَعْقِعُهَا» (١). ومعنى: فأقعقعها: أي: أحركها لتصوت، والقعقعة حكاية حركة الشيء، يُسمع له صوت (٢). ويقول الإمام ابن القيم: "وهذا صريح في أنها حلقة حسية، تُحرك وتُقعقع " (٣).

وجاء في السنة المطهرة، بيان أولية النبي - صلى الله عليه وسلم -لاستفتاح باب الجنة: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أَنَا أَوَّلُ مَنْ يُفْتَحُ لَهُ بَابَ الْجَنَّةُ إِلا أَنَّهُ تَأْتِي امْرَأَةٌ تُبَادِرُنِي فَأَقُولُ لَهَا: مَا لَكِ وَمَنْ أَنْتِ؟ فَتَقُولُ: أَنَا امْرَأَةٌ قَعَدْتُ عَلَى أَيْتَامٍ لِي» (٤).

قال العلامة الخلوتي:" قلت: قد حصل الفتح المقدم على الوصول ... بدعوته عليه السلام بالاستفتاح، ولو لم يكن دعاؤه قد سبق لما فتحت، ثم تبقى الأبواب بدعائه مفتوحة إلى أن يفرغ من الحساب، فإذا جاء أهل الجنة بعد الحساب والصراط، يجدونها مفتوحة ببركة دعائه المقدم على ذلك" (٥).

وأورد بعض العلماء سؤالات على الحديث:


(١) أخرجه الترمذي في جامعه أبواب تفسير القرآن، باب من سورة بني إسرائيل ح (٣١٤٨).
(٢) المباركفوري: تحفة الأحوذي: (٨/ ٤٦٦).
(٣) ابن القيم: حادي الأرواح، دار الكتب العلمية - بيروت، ط ١ ١٤٠٣ هـ، ص (٦١).
(٤) أخرجه البزار في مسنده ح (٩٥٢٧): (١٩/ ١٩)، قال الإمام المنذري: في الترغيب والترهيب: "رواه أبو يعلى وإسناده حسن إن شاء الله " (٣/ ٢٣٦)، وحسنة الهيثمي في الزواجر، وقال أبو الحسن الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ١٦٢)، "رواه أبو يعلى وفيه عبد السلام بن عجلان: وثقه أبو حاتم وابن حبان وقال: يخطي ويخالف، وبقية رجاله ثقات "، وحكم محقق مسند أبي يعلى: حسن سليم أسد على الحديث بأنه جيد فقال: إسناده جيد (١٢/ ٧)، وذهب العلامة الألباني إلى تضعيف الحديث في السلسة الضعيفة: (١١/ ٦٢٤).
(٥) الخلوتي: روح البيان، دار الفكر - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (٨/ ١٤٤).

<<  <   >  >>