للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصرح الأئمة - رحمهم الله تعالى - على كفر من كفر بواحدة منها:

يقول الإمام الطبري: " فإن معناه: ومن يكفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم - وبما جاء به من عند الله؛ لأن جحود شيء من ذلك بمعنى جحود جميعه؛ ولأنه لا يصح إيمان أحد من الخلق إلا بالإيمان بما أمره الله بالإيمان به، والكفر بشيء منه كفر بجميعه " (١)

ويقول العلامة النسفي: " ومن يكفر بشيء من ذلك {الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (١٣٦)} لأن الكفر ببعضه كفر بكله " (٢).

ويقول الإمام ابن تيمية: " فإن من كفر بالله فقد كفر بهذا كله، فالمعطوف لازم للمعطوف عليه " (٣).

ويقول العلامة القاسمي: " فإن الكفر بكل واحد من هذه الأصول يستلزم الكفر بغيره. فمن كفر بالله كفر بالجميع، ومن كفر بالملائكة كفر بالكتب والرسل فكان كافرا بالله، إذ كذب رسله وكتبه، وكذلك إذا كفر باليوم الآخر كذب الكتب والرسل، فكان كافرا " (٤)، وأشار إلى خطورة الكفر باليوم الآخر، إذ الكفر " باليوم الآخر كفر بدوام ربوبيته وعدله " سبحانه وتعالى، وأن الكفر به يدعو إلى " الاجتراء على القبائح " (٥).

ويقول العلامة السعدي: " واعلم أن الكفر بشيء من هذه الأمور المذكورة كالكفر بجميعها؛ لتلازمها، وامتناع وجود الإيمان ببعضها دون بعض " (٦)

وقد عبر القرآن الكريم عن الكفر بهذه الأركان بالضلال البعيد، " والتعبير بالضلال البعيد غالبا يحمل معنى الإبعاد في الضلال الذي لا يرجى معه هدى، ولا يرتقب بعده مآب " (٧).


(١) الطبري: جامع البيان ت: أحمد محمد شاكر ص (٩/ ٣١).
(٢) النسفي: مدارك التنزيل: (١/ ٤٠٥).
(٣) ابن تيمية: الإيمان: (١/ ١٣٨).
(٤) القاسمي: محاسن التأويل: (٣/ ٣٣٤).
(٥) القاسمي: محاسن التأويل: (٣/ ٣٧٠).
(٦) السعدي: تيسير الكريم الرحمن: ت عبدالرحمن اللويحق ص (١٧٢).
(٧) سيد قطب: في ظلال القرآن: (٢/ ٧٧٨).

<<  <   >  >>