للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الإمام الطبري عن معنى الضلال البعيد: " فإنه يعني: فقد ذهب عن قصد السبيل، وجار عن محجة الطريق إلى المهالك، ذهابا وجورا بعيدا؛ لأن كفر من كفر بذلك، خروج منه عن دين الله الذي شرعه لعباده، والخروج عن دين الله الهلاك الذي فيه البوار، والضلال عن الهدى هو الضلال " (١).

فالإيمان باليوم الآخر ركن ركين، وأصل أصيل، فـ " يجب على المكلف أن يُؤمن بالله ورسوله، ويقر بجميع ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أمر الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر " (٢)، ولذا فإن الإيمان بمعاد الأبدان من أصول الإيمان (٣).

يقول الإمام الطحاوي: " والإيمان هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وحلوه ومره من الله تعالى ونحن نُؤمن بذلك كله " (٤)،

ويقول الإمام ابن قدامة: " ويجب الإيمان بكل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وصح به النقل عنه فيما شاهدناه، أو غاب عنا، نعلم أنه حق وصدق، وسواء في ذلك ما عقلناه وجهلناه ولم نطلع على حقيقة معناه ... والبعث بعد الموت حق " (٥).

ويقول العلامة الطوفي: " فيجب الإيمان بما بين الموت إلى دخول إحدى الدارين فما بعد ذلك، مما صحت به نصوص الشرع " (٦).

ويقول الشيخ النابلسي: " واعلم - يأخي - أن اليوم الآخر وجميع ما فيه من الموت إلى أن يدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، مما وردت به الأخبار الصحيحة، حق لا شبهة فيه. يفترض الإيمان به من غير تصور ولا تخيل لشيء منه؛ ولأن ذلك خارج عن معقولنا الدنيوي ومحسوسنا " (٧)


(١) الطبري: جامع البيان: ص (٩/ ٣١٤).
(٢) ابن تيمية: مجموع الفتاوى (٣/ ٣٢٧).
(٣) ابن تيمية: بغية المرتاد: (١/ ٣٤٢).
(٤) الطحاوي: شرح الطحاوية لابن أبي العز: ص (٣٦٢).
(٥) ابن قدامة: لمعة الاعتقاد: ص (٢٨ - ٣١).
(٦) الطوفي: شرح الإربعين النووية: ص (١٧٠).
(٧) عبد الغني النابلسي: ثبوت القدمين في سؤال الملكين: (١٩) العقيدة الإسلامية: ابن عزوز ص ... (٣٠٩).

<<  <   >  >>