للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الإمام ابن رجب: "والمقام المحمود: فسر بالشفاعة، وقد روي ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أبي هريرة، وأبي سعيد، وابن عباس، وغيرهم" (١).

أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يَوْمَ القِيَامَةِ، حَتَّى يَبْلُغَ العَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ اسْتَغَاثُوا بِآدَمَ، ثُمَّ بِمُوسَى، ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -» وَزَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: «فَيَشْفَعُ لِيُقْضَى بَيْنَ الخَلْقِ، فَيَمْشِي حَتَّى يَأْخُذَ بِحَلْقَةِ البَابِ، فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللَّهُ مَقَامًا مَحْمُودًا، يَحْمَدُهُ أَهْلُ الجَمْعِ كُلُّهُمْ» (٢).

يقول الإمام ابن كثير بعد أن ساق هذا الحديث:" فهذه هي الشفاعة العظمى، التي يمتاز بها عن جميع الرسل أولي العزم، بعد أن يسأل كل واحد منهم أن يقوم فيها، فيقول لست هناكم، اذهبوا إلى فلان، فلا يزال الناس من رسول إلى رسول، حتى ينتهوا إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فيقول: أنا لها، فيذهب فيشفع في أهل الموقف كلهم عند الله تعالى؛ ليفصل بينهم، ويريح بعضهم من بعض" (٣).

وساق العلامة الألباني حديث ابن عمر، وذكر سياقه من كتاب التوحيد لابن خزيمة، ثم قال: "وهذا حديث عزيز في المقام المحمود، وأنه شفاعته - صلى الله عليه وسلم - الخاصة به" (٤).


(١) ابن رجب: فتح الباري، مكتبة الغرباء - المدينة النبوية، ط ١ ١٤١٧ هـ (٥/ ٢٧٥)
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الزكاة، باب من سأل الناس تكثرا ح (١٤٧٥).
(٣) ابن كثير: الفصول في السيرة، مؤسسة علوم القرآن، ط ٣ ١٤٠٣ هـ، (٢٨٤).
(٤) الألباني: السلسلة الصحيحة، مكتبة المعارف - الرياض، ط ١ (٥/ ٥٩٠).

<<  <   >  >>