للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الإمام معمر بن أحمد:" ولما رأيت غربة السنة وكثرة الحوادث، واتباع الأهواء، أحببت أن أوصي أصحابي وسائر المسلمين، بوصية من السنة وموعظة من الحكمة، وأجمع ما كان عليه أهل الحديث الأثر، وأهل المعرفة والتصوف، من السلف المتقدمين والبقية من المتأخرين، فأقول وبالله التوفيق: .... وأن قوماً يخرجون من النار، يخرجهم الله برحمته، فيلقيهم في نهر على باب الجنة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، بعدما امتحشوا، فصاروا حمماً، ثم يدخلهم الله الجنة، حتى لا يبقى في النار من كان في قلبه مثقال حبة أو ذرة من إيمان ... فهذه السنة التي اجتمعت عليها الأئمة" (١).

وقال الإمام ابن القطان الفاسي:" وأجمعوا على أن الله تعالى يخرج من في قلبه شيء من الإيمان، بعد الانتقام منه، وأجمعوا على أن يخرج من النار قوماً من أمته - صلى الله عليه وسلم - بعدما صاروا حمماً، فيطرحون في نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل" (٢).

وقال الإمام الباقلاني:" والأخبار في الشفاعة أكثر من أن يؤتى عليها وهي كلها متواترة متوافية على خروج الموحدين من النار، بشفاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وآله، وإن اختلفت ألفاظها ... وقد أطبق سلف الأمة، على تسليم هذه الرواية وصحتها، مع ظهورها وانتشارها، والعلم بأنها مروية عن الصحابة والتابعين " (٣). وقال الإمام ابن أبي زمنين:" وأهل السنة يؤمنون بأن الله عز ... وجل، يدخل ناساً الجنة من أهل التوحيد، بعدما مستهم النار، برحمته تبارك وتعالى اسمه، وبشفاعة الشافعين" (٤).


(١) الأصبهاني: الحجة في بيان المحجة، دار الراية - الرياض، ط ٢ - ١٤١٩ هـ، (١/ ٢٥٣)
(٢) ابن القطان: الإقناع في مسائل الإجماع، دار الكتب العلمية - بيروت، ط ١ ١٤٢٦ هـ، (١/ ٥٦)
(٣) الباقلاني: تمهيد الأوائل، مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت ن ط ١ ١٤٠٧ هـ، ص (٤١٩)
(٤) ابن أبي زمنين: أصول السنة، مكتبة الغرباء - المدينة النبوية، ط ١ ١٤١٥ هـ، ص (١٨٠)

<<  <   >  >>