للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الإمام ابن تيمية: "والخوارج والمعتزلة أنكروا شفاعة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في أهل الكبائر من أمته" (١).

ويقول الإمام ابن القيم:" كما رد الخوارج والمعتزلة النصوص المتواترة الدالة على خروج أهل الكبائر من النار بالشفاعة، فكذبوا بها، وقالوا: لا سبيل لمن دخل النار إلى الخروج منها بشفاعة ولا غيرها" (٢).

ويقول في موضع آخر:" وردت الخوارج ما شاء الله من الأحاديث الدالة على الشفاعة، وخروج أهل الكبائر من الموحدين من النار، بما فهموه من ظاهر القرآن" (٣).

ويقول أيضاً:" المثال الخامس: رد الخوارج والمعتزلة النصوص الصريحة المحكمة غاية الإحكام في ثبوت الشفاعة للعصاة، وخروجهم من النار بالمتشابه" (٤).

فالنقول عن الأئمة كثيرة جداً، في حكاية أقوال المخالفين من المعتزلة والخوارج، ومن نحا نحوهم في إنكار الشفاعة في أهل الكبائر، بناء ًعلى أصلهم الفاسد وهو:" أنه لا يجتمع في العبد إيمان ونفاق، وهم في ذلك مخالفون للكتاب والسنة، أثار الصحابة والتابعين لهم بإحسان مع مخالفة صريح المعقول.

ثم طرد الخوارج والمعتزلة هذا الأصل الفاسد، وقالوا: لا يجتمع في الشخص الواحد، طاعة يستحق بها الثواب، ومعصية يستحق بها العقاب ولا يكون الشخص الواحد محموداً من وجه، مذموماً من وجه، ولا محبوباً مدعوا من وجه، مسخوطاً ملعوناً من وجه، ولا يتصور أن الشخص الواحد يدخل الجنة والنار جميعاً عندهم، بل من دخل إحداهما لم يدخل الأخرى عندهم، ولهذا أنكروا خروج أحد من النار، أو الشفاعة في أحد من أهل النار" (٥).


(١) ابن تيمية: اقتضاء الصراط المستقيم، دار عالم الكتب - بيروت، ط ٧ ١٤١٩ هـ (٢/ ٣٥٩)
(٢) ابن القيم: طريق الهجرتين، دار السلفية - القاهرة، ط ٢ - ١٣٩٤ هـ، ص (٣٨٦)
(٣) ابن القيم: الطرق الحكمية، مكتبة دار البيان، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، ص (٦٦)
(٤) ابن القيم: إعلام الموقعين، دار الكتب العلمية - بيروت، ط ١ ١٤١١ هـ (٢/ ٢١١)
(٥) ابن تيمية: الإيمان، المكتب الإسلامي - بيروت، ط ٤ ١٤١٣ هـ، ص (٢٧٨).

<<  <   >  >>