للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧/ أن الله عز وجل، حرره كذلك من الخوف من المستقبل، وعزز في نفسه أركان التوحيد، وعقيدة الإيمان بالقضاء والقدر، فقال سبحانه: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٢٢)} [الحديد:٢٢].

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « ..... وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ «(١).

٨/ أن الله عز وجل، حرره كذلك من رق الخرافات التي تستولي على مناط التشريف والتكليف، وذلك أن ينظر، ويتدبر، ويتأمل، بما وهب له من عقل؛ ليصل إلى الحق، ويتحرر من عبودية الخلق.

٩/ أن الله عز وجل، ساوى بين أفراد الإنسان في الحقوق والواجبات، ولم يفرق بينهم على أساس الصورة الظاهرة، وإنما على أساس الصورة الباطنة ... وذلك بقدر ما في الباطن والظاهر من عمل، والتزام بالشرع المطهر، يقول جل وعلا: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣)} [الحجرات:١٣]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) (٢).

يقول الإمام ابن رجب:" يكون كثير ممن له صورة حسنة، أو مال، أو جاه أو رياسة في الدنيا، قلبه خراباً من التقوى، ويكون من ليس له شيء من ذلك قلبه مملوء من التقوى، فيكون أكرم عند الله تعالى" (٣).


(١) أخرجه أبو داود في سننه: كتاب السنة: باب في القدر ح (٤٦٩٩).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه،:تاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم ح (٢٥٦٤).
(٣) ابن رجب: جامع العلوم والحكم، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط ٧ ١٤٢٢ هـ (٢/ ٢٧٦)

<<  <   >  >>