للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أن مقتضى ربوبية الله جل وعلا، أن له الملك والتدبير، "فإذا ظهر للعبد من سر الربوبية، أن الملك والتدبير كله بيد الله تعالى، قال تعالى: ... {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١)} [الملك:١]، فلا يرى نفعاً ولا ضرًا ولا حركة ولا سكوناً، ولا قبضاً ولا بسطاً، ولا خفضاً ولا رفعاً، إلا والله - سبحانه وتعالى - فاعله وخالقه، وقابضه وباسطه، ورافعه وخافضه فهذا الشهود هو سر الكلمات الكونيات، وهو علم صفة الربوبية" (١).

إن لب العلاقة بين الإنسان وخالقه، تتمثل في العبودية الحقة، والاستقامة التامة. ولذا فإن الشريعة تدعو لتوثيق هذه العلاقة بين العبد وخالقه فتُحرك الفطرة السليمة في نفسه، وتُوقظ العاطفة الدينية في فؤاده، وتزرع المفهوم الصحيح للعبادة الحقة، حتى يتعلق القلب بالله وحده لا شريك له.

وبيّنت الشريعة المطهرة، السبل المؤدية إلى تقوية العلاقة مع الرب جل في علاه، وذلك في طاعته وعبادته، وكشفت عن الآثار الحميدة لمن أطاع ربه والعواقب الوخيمة لمن عصاه.


(١) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - المدينة (١/ ٨٩).

<<  <   >  >>