للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنما خص الله جل وعلا، الوعظ في هذه الآية المؤمنين دون غيرهم؛ لأن الوعظ إنما يؤثر في المؤمنين، وهو إنما يريد حصول الاتعاظ وليس ذلك إلا للمؤمنين، فلما كان المؤمن هو المنتفع بالوعظ، حَسُن تخصيصه به (١).

٣ - يقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (٢٦٤)} [البقرة:٢٦٤]، قيل: المنّ في الصدقة بمنزلة الحدث في الصلاة، يبطلها ويحبطها. وقيل: في إحباط الفضل دون الثواب، ومثل هذا: كالذي ينفق ماله رئاء الناس، ولا يؤمن بالله واليوم الأخر: أي كإبطال الذي ينفق ماله رئاء الناس؛ لأن الرياء يبطل الصدقة ويحبطها , ولذا لو كان يؤمن بالله واليوم الآخر، وعرف ما عند الله من الثواب العظيم الجزيل، لما رآى بصدقته؛ لأن الصدقة مع الرياء ليست من أفعال المؤمنين، فمن كان يرجوا ثواباً، أو يخشى عقاباً، فلن يرائي (٢).


(١) السمعاني: تفسير القرآن: (١/ ٢٣٦)، الرازي: مفاتيح الغيب: (٦/ ٤٥٧).
(٢) السمعاني: تفسير القران، تفسير القرآن: (١/ ٢٦٩) , أبو السعود: إرشاد العقل السليم: (١/ ٢٥٩)

<<  <   >  >>