للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - يقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (٥٩)} [النساء:٥٩] , أمر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة: الرد حين التنازع إلى الله ورسوله، في كل شيء من أصول الدين وفروعه، وهذا تحاكم إلى الله ورسول مأمور به، فيدل على أن من لم يتحاكم في مجال النزاع إلى الكتاب والسنة، ولا يرجع إليهما، فليس مؤمناً بالله واليوم الآخر (١).والشرط في قوله {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} هو شرط يراد به الحض على إتباع الحق، وفيه إشعار بوعيد من لم يرد إلى الله والرسول (٢).

ودلت الآية الكريمة: على أثر الإيمان باليوم الآخر، في الرد إلى الله والرسول حين التنازع؛ لأنه هو الموجب للرد، يقول العلامة أبو السعود:" فإن الإيمان بهما يوجب ذلك - الرد - أما الإيمان بالله فظاهر، وأما الإيمان باليوم الآخر، فلِما فيه من العقاب على المخالفة" (٣). ويقول العلامة الشوكاني: "قوله: {إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} فيه دليل على أن هذا الرد متحتم على المتنازعين، وإنه من شأن من يؤمن بالله واليوم الآخر " (٤).

٥ - يقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (١٨)} [التوبة:١٨].


(١) ابن كثير: تفسير القرآن العظيم ت: سامي سلامة (٢/ ٣٤٦)
(٢) أبو حيان: البحر المحيط، دار الفكر - بيروت، ١٤٢٠ هـ، ت: صدقي جميل، ص (٣/ ٦٨٨)
(٣) أبو السعود: إرشاد العقل السليم: (٢/ ١٩٤)
(٤) الشوكاني: فتح القدير، دار ابن كثير - دمشق، ط ١ ١٤١٤ هـ، (١/ ٥٥٦)

<<  <   >  >>