للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هـ) يقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة:٢٧٥].

مع انغماس الناس في أوحال الدنيا، وعدم مبالاتهم بما جاءهم منها، من أبواب الحلال أو الحرام، كثر وانتشر التعامل بالربا، بصور مختلفة ... وأساليب متنوعة، حتى ربما سُوِّق له ببعض شواذ الأقوال.

ومع هذا الواقع المرير، تأتي نصوص القرآن ومواعظه، في مقدمة الزواجر لبيان خطر التعامل بهذه الآفة الخطيرة على الأفراد والمجتمعات، فمَثَّلَ القرآن آكلي الربا يوم القيامة، بأنهم يقومون من قبورهم ويحشرون كمثل المصروع من المس، أو كمثل السكران، وتكون هذه علامة يعرفون بها على رؤوس الأشهاد يوم القيامة، بأنهم أكلة الربا في الدنيا. وحين يجمع آكل الربا مع هذا النص الكريم، حديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، كما في صحيح الإمام البخاري من حديث سمرة رضي الله عنه، في حديث الرؤيا الطويل، وفيه: «رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي، فَأَخْرَجَانِي إِلَى أَرْضٍ مُقَدَّسَةٍ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ وَعَلَى وَسَطِ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ، فَإِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ، فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ، فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ، فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ، فَقُلْتُ مَا هَذَا؟ فَقَالَ: الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُ الرِّبَا» (١).


(١) أخرجه البخاري في صحيح كتاب البيوع باب آكل الربا وشاهده وكاتبيه ح (٢٠٨٥).

<<  <   >  >>