للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجواب: هو إيماني بالله واليوم الآخر، فاعتقادي بيوم يجازى فيه المحسنون بإحسانهم، هو الدافع والمحفز الرئيس، للقيام بهذه الأعمال، ولذا يقول المولى جل في علاه: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (٣١)} [النجم:٣١].

فقاعدة الانطلاق، ونقطة البدء في العمل الإسلامي، من فعل أو ترك، هو الإيمان باليوم الآخر.

وهنا من تأمل في هذه الأعمال الشريفة، والمحاسن المنيفة، وجد أن سر الالتزام على هذه الأعمال، هو الشعور بعظيم ما ينتظرهم، وكمال ما أعد لهم عند الله عز وجل، من جزيل الثواب، وكثير العطاء، وكبير الجزاء.

والناظر في الحديث، يرى جمال سر التخصيص باليوم الآخر بالذكر، دون غيره من مكملات الإيمان بالله تعالى، وذلك: أن رجاء الثواب والعقاب يرجع إلى الإيمان باليوم الآخر، فمن لا يعتقده لا يرتدع عن شر، ولا يقدم على خير، فلما كان يوم المعاد هو محل الجزاء على الأعمال، حسنها وسيئها ذكره في الحديث (١).

يقول الإمام أبو الوليد الباجي عن هذا الحديث وسر هذا التخصيص:" أن هذا حكم من كان يؤمن بالله تعالى، وعَلِم أنه يجازى في الآخرة " (٢)، ويقول الحافظ ابن حجر:" وخصه بالله واليوم الآخر؛ إشارة إلى المبدأ والمعاد، أي: من آمن بالله الذي خلقه، وآمن بأنه سيجازيه بعمله، فليفعل الخصال المذكورات" (٣).


(١) القاري: مرقاة المفاتيح: (٧/ ٢٧٣١)، ابن علان: دليل الفالحين: (٣/ ١٣٩)، الرزقاني: شرح الموطأ: (٤/ ٤٧٦).
(٢) الباجي: المنتقى شرح الموطأ، مطبعة السعادة - مصر، ط ١ ١٣٣٢ هـ (٧/ ٢٤٢).
(٣) ابن حجر: فتح الباري، دار المعرفة - بيروت، ١٣٧٩ هـ (١٠/ ٤٤٦).

<<  <   >  >>