للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(د) وعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقول: «لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ، فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا» (١).

لا يمنع المرأة المكلفة من مواقعة ما لا يحل لها، إلا خوفها من الله تعالى واستشعارها شدة الموقف بين يديه، ولذا يقول العلامة الطيبي في التعليق على حديث الإحداد:"الوصف بالإيمان إشعار بالتعليل، وأن من آمن بالله وبعقابه، لا يجترئ على مثله من العظام " (٢).

ويقول العلامة ابن علان:" التقييد بالإيمان؛ لأن المؤمنة هي المتقيدة بأحكام الشرائع، المنقادة لها " (٣).

ويقول العلامة الزرقاني:" وقيّد بذلك؛ لأن الإيمان هو الذي يستمر للمتصف به خطاب الشرع، فينتفع به، وينقاد له، أو أن الوصف ذُكر لتأكيد التحريم" (٤).

فالمتتبع لنصوص السنة المطهرة، الدالة على اهتمامها ببيان أثر الإيمان باليوم الآخر على أعمال المكلفين، يجدها كثيرة متوافرة، مبثوثة في كتب السنة والأثر

فكل ما ورد في أحاديث السنة المطهرة، من بيان أثر الإيمان باليوم الآخر على أعمال المكلفين سلباً أو إيجاباً، فهي من خصال الإيمان التي ينبغي فعلها إن كانت أمراً، والبعد عنها وتركها إن كانت نهياً.

يقول الإمام ابن رجب مبينا، أن الخصال المبنية على وصف الإيمان بالله واليوم الآخر، من خصال الإيمان:" فقوله - صلى الله عليه وسلم -: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليفعل كذا وكذا: يدل على أن هذه الخصال من خصال الإيمان ... وقد سبق أن الأعمال تدخل في الإيمان" (٥).


(١) أخرجه البخاري كتاب الجنائز ح (١٢٨٠)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطلاق، ح (١٤٨٦.
(٢) القاري: مرقاة المفاتيح، دار الفكر - بيروت، ط ١ ١٤٢٢ هـ (٥/ ٢١٨٢)
(٣) ابن علان: دليل الفالحين، دار المعرفة -بيروت، ط ٤ ١٤٢٥ هـ (٥/ ٢١٨٢)
(٤) الزرقاني: شرح الموطأ، مكتبة الثقافة الدينية - القاهرة، ط ١ ١٤٢٤ هـ، (٤/ ٦٢١)
(٥) القاري: مرقاة المفاتيح، دار الفكر - بيروت، ط ١ ١٤٢٢ هـ (٥/ ٢١٨٢).

<<  <   >  >>