للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول أبو حازم: "السيئ الخلق، أشقى الناس به نفسه، ثم زوجته، ثم ولده، حتى إنه ليدخل بيته وإنهم لفي سرور، فيسمعون صوته فينفرون عنه فرقاً منه، وحتى إن دابته لتحيد مما يرميها بالحجارة، وإن كلبه ليراه فينزو على الجدار، وحتى إن قطه ليفر منه" (١).

ومن هنا يقول الإمام الغزالي:" والأخلاق السيئة، هي السموم القاتلة والمهلكات الدامغة، والمخازي الفاضحة، والرذائل الواضحة، والخبائث المبعدة عن جوار رب العالمين، المنخرطة بصاحبها في سلك الشياطين، وهي الأبواب المفتوحة إلى نار الله تعالى الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، كما أن الأخلاق الجميلة، هي الأبواب المفتوحة من القلب إلى نعيم الجنان، وجوار الرحمن " (٢).

وينشئ عن الإيمان اليوم الآخر جملة من الأخلاق الحسنة المحمودة، من أهمها:

أ) العفو والصفح:

يقول الإمام الأصفهاني:" وأما العفو والصفح، فهما صورتا الحلم، ومخرجاه إلى الوجود، والعفو: هو ترك المؤاخذة بالذنب، والصفح: ترك التثريب" (٣).


(١) الذهبي: سير أعلام النبلاء، دار الحديث - القاهرة، ١٤٢٧ هـ، (٦/ ٢٥٦).
(٢) الغزالي: إحياء علوم الدين، دار المعرفة - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (٣/ ٤٩) ,
(٣) الأصفهاني: الذريعة إلى مكارم الشريعة، دار السلام - القاهرة، ١٤٢٨ هـ، ص (٢٤١).

<<  <   >  >>