للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"فأعظم الإحسان: الإيمان، والتوحيد، والإنابة إلى الله تعالى، والإقبال عليه، والتوكل عليه، وأن يعبد الله كأنه يراه؛ إجلالاً، ومهابة، وحياءً ومحبة، وخشية " (١).

يقول الإمام ابن القيم: " ومشهد الإحسان أصل أعمال القلوب كلها، فإنه يوجب الحياء، والإجلال، والتعظيم، والخشية، والمحبة، والإنابة، والتوكل والخضوع لله سبحانه والذل له، ويقطع الوسواس وحديث النفس، ويجمع القلب والهم على الله، فحظ العبد من القرب من الله، على قد حظه من مقام الإحسان" (٢).

ومع أن الإحسان إلى الخلق مقامه عظيم، إلا أنه يوجب كذلك: انشراح الصدر، وطيب النفس، يقول الإمام ابن القيم:" فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدراً، وأطيبهم نفساً، وأنعمهم قلباً " (٣).

ويقول:" فإن الإحسان يفرح القلب، ويشرح الصدر، ويجلب النعم ويدفع النقم، وتركه يوجب الضيم والضيق، ويمنع وصول النعم إليه فالجبن ترك الإحسان بالبدن، والبخل ترك الإحسان بالمال" (٤).

وعليه: فالمحسن لا يقدم على إحسانه، من قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، وأنواع الصدقات، إلا وهو يرجو إحسان الله جل وعلا له في الآخرة.


(١) ابن القيم: بدائع الفوائد، دار الكتاب العربي - بيروت، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها (٣/ ١٨).
(٢) ابن القيم: رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه: ص (٣٩).
(٣) ابن القيم: زاد المعاد، مؤسسة الرسالة - بيروت، ط ٢٧ ١٤١٥ هـ، (٢/ ٢٤).
(٤) ابن القيم: طريق الهجرتين، دار السلفية - القاهرة، ط ٢ - ١٣٩٤ هـ، ص (٢٧٩).

<<  <   >  >>