للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله جل وعلا كتب الإحسان على كل شيء، يقول الفضيل:" لو أن العبد أحسن الإحسان كله، وكانت له دجاجة فأساء إليها، لم يكن من المحسنين" (١). ويدخل في مفهوم الإحسان، التعظيم لأمر الله جل وعلا والقيام بأداء حقوقه، والشفقة على خلقه، والشفقة على الخلق أقسام كثيرة وأشرفها وأجلها صلة الرحم (٢)، ولذا فإن الله جل وعلا أفردها في الذكر في آية الإحسان، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠)} [النحل:٩٠].

ويشمل الإحسان في الآية الكريمة جملة من المعاني الصحيحة (٣):

١ - الإحسان بمعنى العفو.

٢ - الإحسان بمعنى أداء الفرائض.

٣ - الإحسان بمعنى التفضل.

٤ - الإحسان بمعنى المراقبة وهي: «أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ «.

٥ - الإحسان بمعنى الإخلاص، بأن تكون سريرة المرء، أفضل من علانيته.

يقول العز بن عبد السلام:" الإحسان لا يخلو عن جلب نفع، أو دفع ضرر أو عنهما، وتارة يكون في الدنيا، وتارة يكون في العقبى، أما في العقبى: فتعليم العلم، والفتيا، والإعانة على جميع الطاعات، وعلى دفع المعاصي والمخالفات، فيدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد واللسان وأما في الدنيا فبالإرفاق الدنيوية، ودفع المضار الدنيوية، وكذلك إسقاط الحقوق، والعفو عن المظالم " (٤).


(١) القشيري: الرسالة القشيرية، دار المعارف - القاهرة، دون ذكر رقم الطبعة وتأريخها، (٢/ ٣٩٨)
(٢) الرازي: مفاتيح الغيب، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط ٣ ١٤٢٠ هـ (٢٠/ ٢٦١).
(٣) السمعاني: تفسير القرآن:٣/ ١٩٦)، ابن الجوزي: زاد المسير: ص (٢/ ٥٧٩)
(٤) العز بن عبد السلام: قواعد الأحكام، دار الكتب العلمية - بيروت، ١٤١٤ هـ، (٢/ ١٩٠).

<<  <   >  >>