للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما عانت أسرة آل ياسر - الأسرة المباركة المرحومة - من الشدة ما عانت ولاقت من صنوف التعذيب ما لاقت، كان ولا بد من أمل يخفف عنها هذه المعاناة، وبشرى تهون عليهم هذه البلوى، ففي تلك اللحظات العصيبة التي تخالج النفس البشرية ما تخالجها، تأتي كلمات نبوية نيرة، تغير حال الضعف إلى قوة، واليأس إلى تفاؤل، واستعذاب الألم بعد شدته، كلمات تتخطى حدود هذه الحياة الفانية، لتبشر بحياة باقية، فيها يجد المؤمن جزاء صبره، وثباته، ويقينه، إنها كلمة واحدة، بحجم هذا الكون كله، دخلت مباشرة إلى شغاف قلوب هذه الأسرة المباركة، فهان عليها ما تجد، بل وقابلته بالرضا والحمد، حين لامست أسماعهم: «صَبْرًا يَا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ» (١).

"إن الإنسان ليغض الطرف حياءً، ويحمر وجهه خجلاً، حينما يستعرض هذه المواقف البطولية الفذة، التي سمت بأصحابها، إلى درجات سامقة من السمو الديني، والخلقي، والنفسي" (٢).

فالإيمان باليوم الآخر، سهم يجاوز به المؤمن، كل ما يواجهه من صعوبات وابتلاءات، وحسبك ما قرأت عن هذه الأسرة المباركة، في ثباتها، وصبرها وعن أثره في بذل النفوس رخيصة؛ لقاء فضل الله الواسع.


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك، ذكر مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه ح (٥٦٦٦).
(٢) محمد أبو شهبة: السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، دار القلم، (١/ ٣٤١).

<<  <   >  >>