للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا كان علو الهمة من الإيمان، (١) وأن خير ما يطمح إليه المؤمن سكنى الجنان، كان خليقاً بالمؤمن أن يسلك سبل المعالي، وينشد طرق الكمال ويسير في ركاب أصحاب الهمم العالية؛ لأن "الهمة سلاح القلب للمعالي وعون الجسد إلى ركوب الأهوال، والحادي نحو لذائذ الآمال " (٢)، فإذا كان الطير يطير بجناحيه، فالمرء يطير بهمته (٣)،ولقاح هذه الهمة العالية، النية الصحيحة، فإذا اجتمعا، بلغ العبد غاية المراد (٤).

يقول الإمام ابن القيم:" وصاحب الهمة العلية، أمانيه حول العلم والإيمان والعمل الذي يقربه إلى الله، ويدنيه من جواره" (٥).

ومع الهمة العالية تطيب الحياة، يقول الإمام ابن القيم:" فإن الحياة الطيبة إنما تنال بالهمة العالية، والمحبة الصادقة، والإرادة القوية، فعلى قدر ذلك تكون الحياة الطيبة، وأخس الناس حياة، أخسهم همة، وأضعفهم محبة وطلباً، وحياة البهائم خير من حياته" (٦).


(١) القاري: مرقاة المفاتيح، دار الفكر - بيروت، ط ١ ١٤٢٢ هـ (٤/ ١٣٧٥).
(٢) حسين المهدي: صيد الأفكار في الأدب، وزارة الثقافة اليمنية - اليمن، ٢٠٠٩ م، (٢/ ٣٢٥).
(٣) حسين المهدي: صيد الأفكار في الأدب، وزارة الثقافة اليمنية - اليمن، ٢٠٠٩ م، (٢/ ٣٣٠).
(٤) ابن القيم: الفوائد، دار الكتب العلمية -بيروت، ط ٢ - ١٣٩٣ هـ، ص (٢٠٠).
(٥) ابن القيم: مدارج السالكين، دار الكتاب العربي - بيروت، ط ٣ ١٤١٦ هـ (١/ ٤٥٤).
(٦) ابن القيم: مدارج السالكين، دار الكتاب العربي - بيروت، ط ٣ ١٤١٦ هـ (٣/ ٢٤٧).

<<  <   >  >>