للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأن الإيمان باليوم الآخر، يرقى باهتمامات الفرد المسلم، فيغرس في نفسه علو الهمة، والرقي نحو الكمال، وينقل اهتماماته من الدنيا إلى الآخرة؛ لأن الآخرة دار الجزاء، فحينها يشعر المرء بحاجته لخلق توازن بين عمل الدنيا والآخرة.

وأن الإيمان باليوم الآخر، له أثره على الفرد المسلم، فيرقى بعباداته وعاداته فعبادته ترقى لدرجات الإتقان والإحسان، وعاداته ترقى لتصل لمقام العبادات بالنية الصالحة، كما قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "إني احتسب نومتي كما احتسب قومتي " (١).

وأن الإيمان باليوم الآخر، يجعل لحياة المرء هدفاً وغاية، يسعى لتحقيقها والوصول إليها، ويبذل في سبيل تحقيق أهدافه، كل ما يملك من إمكانات ولذا فإن من أثر هذا الإيمان، أنه يرقى بحياة الفرد؛ لتصل إلى الكمال المنشود وليعيش حياة سعيدة، لها أهداف بعيده، وغايات محمودة، وبذا تختلف حياته عن حياة البهائم.

وأن الإيمان باليوم الآخر، يُعين المرء على الحفاظ على وقته والضن به وعدم صرفه إلا فيما يعود عليه بالنفع، ويشعره بكمال المسؤولية عليه؛ لأنه سيسأل عنه يوم القيامة. وأن الإيمان باليوم الآخر , يُعلي الإنسان على رغبات نفسه، ويجعلها قادرة على مواجهة إغراءات النفس، فيقوى على كبح جماحها واطرها على الحق. وأن الإيمان باليوم الآخر، بوابة لاكتساب الكثير من الأخلاق الحميدة، والأعمال الفاضلة، فتجد المرء محباً للخير، ساعياً في أبواب البر، تظهر عليه آثار هذه الأخلاق الكريمة، من الرحمة، والشفقة والإحسان، والإيثار، والإنفاق، والبشاشة، والتواضع، جماع أمره ... {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة:٢].


(١) ابن رجب: لطائف المعارف، دار ابن حزم، ط ١ ١٤٢٤ هـ، (١٢٥).

<<  <   >  >>