للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا كانت أشراط الساعة، دليل على قرب القيامة والدار الآخرة، فإن الأنبياء جميعا حذروا أممهم من فتنة المسيح الدجال، الذي يخرج في آخر الزمان، فيعيث في الأرض فسادا، وخروجه دليل على قرب الساعة، ففي الصحيحين عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ «(١) ففي الحديث الشريف إشارة إلى اتفاق الأنبياء على إثبات اليوم الآخر لأن أماراتها دليل عليها.

وفي قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦)} [العنكبوت:٣٦]، " إشارة تبيِّن وحدة الدعوة. ولباب العقيدة (اعبدوا الله)، وعبادة الله الواحد هي قاعدة العقيدة، ورجاء اليوم الآخر كفيل بتحويلهم عما كانوا يرجونه في هذه الحياة الدنيا من الكسب المادي الحرام " (٢).

فأهل الملل متفقون على إثبات اليوم الآخر:

يقول الإمام ابن القيم: ومعاد الأبدان متفق عليه بين المسلمين واليهود والنصارى " (٣)، وقال الجلال الديواني: " هو بإجماع أهل الملل، وبشهادة نصوص القرآن، بحيث لا يقبل التأويل " (٤)، وقال الإمام ابن تيمية: " ومعاد الأبدان متفق عليه عند المسلمين واليهود والنصارى، وهذا كله متفق عليه عند علماء الحديث والسنة " (٥).


(١) متفق عليه: أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب ذكر الدجال ح (٧١٣١)، وأخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه ح (٢٩٣٣).
(٢) سيد قطب: قي ظلال القرآن: (٥/ ٢٧٣٤).
(٣) ابن القيم: الروح: ص (٥٢).
(٤) السفاريني: لوامع الأنوار: (٢/ ٣).
(٥) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (٤/ ٢٨٤).

<<  <   >  >>