للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالإيمان المجمل: هو القدر المجزئ الذي يتحقق به الإيمان بهذا الركن العظيم، وبيان ذلك: أن الإيمان باليوم الآخر له مقامان: مقام إجمالي، ومقام تفصيلي (١):

- فالمقام التفصيلي: يتبع العلم بما جاء في الكتاب والسنة، من أحوال اليوم الآخر. فمن جهل الإيمان التفصيلي باليوم الآخر فهو معذور ويكفيه الإيمان المجمل حتى يُعرَّف بالنصوص الشرعية التفصيلية فإن عرف وأنكر وكذب، كان مكذبا للقرآن والسنة.

- وأما المقام الإجمالي: فهو أن يُوقن العبد، ويُؤمن، ويُصدق بأن هناك يوما يُبعث الله تعالى فيه العباد، فيجزي المحسن بإحسانه، والمسيئ بإساءته.

وفي هذا يقول الإمام ابن تيمية: " من لقي الله بالإيمان بجميع ما جاء به الرسول مجملا، مقرا بما بلغه من تفصيل الجملة، غير جاحد لشيء من تفاصيلها، أنه يكون بذلك من المؤمنين؛ إذ الإيمان بكل فرد من تفصيل ما أخبر به الرسول، وأمر به غير مقدور للعباد، إذ لا يوجد أحد إلا وقد خفي عليه بعض ما قاله الرسول " (٢)، وقال: " فإن الإيمان المجمل بما جاء به الرسول من صفات الرب، وأمر المعاد، يكفي فيه ما لم ينقض الجملة بالتفصيل، ولهذا اكتفوا في هذه العقائد بالجمل، وكرهوا فيها التفصيل المفضي إلى القتال والفتنة، بخلاف الشرائع المأمور بها، فإنه لا يكتفي فيها بالجمل، بل لا بد من تفصيلها علما وعملا " (٣).


(١) ابن تيمية: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان: ص (٤٣)، ابن الموصلي: مختصر الصواعق المرسلة: ص (١٦٨)، السعوي: رسالة في أسس العقيدة: ص (١٠)، عبد القادر عطا: المفيد في مهمات التوحيد: ص (٨٩) صالح آل الشيخ: شرح الأصول الثلاثة: ص (٥٩١)، صالح آل الشيخ: شرح الطحاوية: ... (٢/ ٨٧٤).
(٢) ابن تيمية: الفتاوى الكبرى: (٦/ ٣٥١).
(٣) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (٢٠/ ٩٩)

<<  <   >  >>