للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الإيمان المجمل لا يُشترط فيه العلم بمعنى كل ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وهذا لا ريب فيه. فكل من اشتبه عليه آية من القرآن، ولم يعرف معناها وجب عليه الإيمان بها، وأن يكل معناها إلى الله تعالى، فيقول: الله أعلم وهذا متفق عليه بين السلف والخلف (١).

قال ابن أبي العز: " ولا ريب أنه يجب على كل أحد أن يؤمن بما جاء به الرسول إيمانا عاما مجملا، ولا ريب أن معرفة ما جاء به الرسول على التفصيل فرض على الكفاية " (٢).

والإيمان المجمل ليس كالإيمان المفصل، فإن " الإيمان الذي يجب على من عرف ما أخبر به الرسول - صلى الله عليه وسلم - مفصلا، ليس مثل الذي يجب على من عرف ما أخبر به مجملا، فإنه لا بد في الإيمان من تصديق الرسول في كل ما أخبر ... لكن من صدق الرسول، ومات عقب ذلك، لم يجب عليه من الإيمان غير ذلك " (٣).

يقول العلامة ابن باز: " وهكذا الأصل الخامس، وهو الإيمان باليوم الآخر نُؤمن به إجمالا وتفصيلا، فنؤمن بما سمى الله تعالى من أمر الآخرة كالجنة والنار، والصراط والميزان، وغير ذلك، وما سوى ذلك مما لم يرد في الآيات والأحاديث تفصيله، نُؤمن به على سبيل الإجمال " (٤).

فالإيمان المجمل: هو القدر الذي لا يقبل نقصا، فأي نقص فيه، يعني انخرام أصل الدين. والإيمان المفصل: يشمل المعنى السابق للإيمان المجمل مضافا إليه الالتزام بما بلغه من الشرائع، والانقياد لها (٥).


(١) ابن تيمية: مجموع الفتاوى،: (١٦/ ٤١٠)
(٢) ابن أبي العز: شرح الطحاوية: ص (٧٠).
(٣) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (٧/ ١٩٦)
(٤) ابن باز: محاضرة في أصول الإيمان - من موقع الشيخ الرسمي على الشبكة العنكبوتية، تحت عنوان: إملاءات الشيخ.
(٥) طارق عبد الحليم: حقيقة الإيمان، دون بيانات للنشر، من موقع المؤلف على الشبكة العنكبوتية، ص (٢١) عبدالله عبد الحميد: الإيمان: ص (٥٠)، الجربوع: أثر الإيمان: (١/ ١٩٥)

<<  <   >  >>