للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه الأركان والأصول " كلها مترابطة ارتباطا وثيقا، يكمل كل منها الآخر ويرتبط به، بحيث لو حصل إخلال بواحد منها أو إنكار له، كان تأثيره على سائرها واضحا، بل إن هذه الأركان تتجمع وتتضامّ حول الركن الرئيسي وهو الإيمان بالله تعالى. ومن هنا تأتي أركان الإيمان كلها في سياق واحد يحقق صفة الإيمان لصاحبها " (١).

والناظر يرى تنوعا في ذكر هذه الأركان في الكتاب العزيز، ففي " مواضع يذكر الإيمان بالله وحده؛ لأن جميع ما ذكر في الآيات الأخرى داخل في ضمن الإيمان بالله، وفي بعضها الإيمان بالله ورسوله، وفي بعضها الإيمان بالله واليوم الآخر فقط، وما ذاك إلا لأن البقية داخلة في ذلك، فإذا ذكر الإيمان بالله دخل فيه بقية الأشياء التي ذكرها في الآيات الأخرى، كالإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر " (٢).

فالإيمان " بهذه العقائد الست يستتبع بعضها بعضا - بمعنى أن من آمن ببعضها وكفر ولو بواحدة منها - كان كافرا بالجميع - وكثيرا ما تطلق كلمة الإيمان، أو يذكر بعض متعلقاتها اكتفاء - ويكون المراد: الإيمان بهذه الأركان كلها لتلازمها، فيقال: (آمنوا، أو آمنوا بالله واليوم الآخر، أو آمنوا بالله ورسوله، أو آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله ... ) وهكذا قد تُذكر المتعلقات كلها أو بعضها، أو لا تُذكر؛ للعلم بها " (٣).


(١) عثمان ضميرية: مدخل لدراسة العقيدة، مكتبة السوادي، ط ٢ - ١٤١٧ هـ، ص (٣٩١)، محمد يسري: مبادئ ومقدمات علم التوحيد، حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، ط ٢ - ١٤٢٧ هـ، ص (٢٥٨).
(٢) ابن باز: محاضرة أصول الإيمان، من موقع الشيخ الرسمي على الشبكة العنكبوتية، تحت عنوان: إملاءات الشيخ.
(٣) الغزالي خليل عيد: ثمرات الإيمان بالله واليوم الآخر - ضمن مجلة البحوث الإسلامية، العدد ٨، ١٤٠٣ هـ (٢٥٨).

<<  <   >  >>