للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما كان الإيمان بالله - سبحانه وتعالى - هو أس هذه الأركان والأصول، ورأس هرمها والركن الركين فيها، ابتُدِأَ به. وبالإيمان به تعالى يتحقق الإيمان ببقية الأركان قال العلامة الرازي: " واعلم أنه قد دخل في الإيمان بالله، الإيمان بما أوجبه أعني الإيمان برسله. ودخل في الإيمان باليوم الآخر، جميع أحكام الآخرة. ... فهذان القولان قد جمعا كل ما يتصل بالأديان في حال التكليف، وفي حال الآخرة من ثواب وعقاب " (١).

وكثر الاقتران والتلازم بين بعض الأركان دون بعض، يقول الإمام ابن تيمية مبينا التلازم بين التوحيد، والإيمان بالرسل واليوم الآخر: " وهذا في القرآن في مواضع أخر: يبين فيها أن الرسل كلهم أمروا بالتوحيد بعبادة الله وحده لا شريك له، ونهوا عن عبادة شيء من المخلوقات سواه، أو اتخاذه إلها. ويخبر أن أهل السعادة هم أهل التوحيد، وأن المشركين هم أهل الشقاوة. وذكر هذا عن عامة الرسل، ويبين أن الذين لم يؤمنوا بالرسل مشركون. فعلم أن التوحيد والإيمان بالرسل متلازمان. وكذلك الإيمان باليوم الآخر هو والإيمان بالرسل متلازمان. فالثلاثة متلازمة " (٢).

وفي سؤال وجه إلى العلامة: صالح الفوزان، عن حكمة الترتيب بين أركان الإيمان؟ فأجاب: "هناك حكمة - الله أعلم - في ترتيب أركان الإيمان في الآيات والأحاديث؛ وإن كانت الواو لا تقتضي ترتيبا؛ فقد بدأت هذه الأركان بالإيمان بالله، لأن الإيمان بالله هو الأساس وما سواه من الأركان تابع له.


(١) الرازي: التفسير الكبير، دار إحياء التراث العربي - بيروت، ط ٣ - ١٤٢٠ هـ (٣/ ٥٣٧).
(٢) ابن تيمية: مجموع الفتاوى: (٩/ ٢٩ - ١٨/ ٥٦).

<<  <   >  >>