الطنانة القصيدة الَّتِي أَولهَا
(أَيهَا الْقَاصِر الفعال على اللَّهْو ... ألما يَئِن لَك الإقصار)
(قد أَتَاك المشيب فِيهِ من الله ... إِلَيْك الْأَعْذَار والإنذار)
(فاترك اللَّهْو جانباً واحتشمه ... فَهُوَ ضيف قراه مِنْك الْوَقار)
(إن سكر الشَّبَاب لم يبْق مِنْهُ ... بعد صحو المشيب إلا الْخمار)
(قد تولى ريعانه وَهُوَ ليل ... وأنار القتير وَهُوَ نَهَار)
(أضلال من بعد أَن وضح الصُّبْح لرائيه فاستبان الْمنَار)
(صخك الشيب مِنْهُ فابك خَطَايَا ... ك وأقلل فحتفك الإكثار)
(لَيْسَ خَمْسُونَ حجَّة بعْدهَا عز ... ف وَلَا صبوة وَلَا استهتار)
(ذهب المتقون بِاللَّه بالعز ... وذل العصاة والذل عَار)
(وَاتبع فِي الورى الَّذين قفوا أَحْمد في فعله وَمَا عَنهُ جاروا)
(سلكوا نهجه القويم فللحق على الْخلق عِنْدهم إيثار)
(مَالهم مَذْهَب سوى الْخَبَر المر ... وي عَنهُ وَلَا لَهُم اخْتِيَار)
وَهِي ابيات طَوِيلَة وَمن نظمه
(ياليلة بِالْقصرِ قصرهَا ... طيب عَلَيْهَا لذّ لي قصر)
(قد أمكنت كفى من قمر ... أَلْقَت الى عنائه الْخمر)
(فَغَدَوْت أجنى الْهم مِنْهُ وَقد ... أدنى الى قَضِيَّة الهصر)
(وسكرت من فِيهِ وَمن يَده ... خمرين خيرهما حوى الثغر)
(وَغدا لِسَان الْحَال ينشدني ... متمثلا شعرًا هُوَ السحر)
(يامنة امتنها السكر ... لَا ينقضي مني لَهَا الشُّكْر)
وَاسْتمرّ على حَاله الْجَمِيل ناشراً لعلومه متواضعاً في كل أَحْوَاله حَتَّى