وانعطفا على أُذُنَيْهِ وشاعت الْأَخْبَار بذلك إلى أَن بلغت الينا إلى مَدِينَة صنعاء وَكَانَ المخبرون ثِقَات من أهل الْعلم ثمَّ لما بلغ الْخَبَر خَليفَة الْعَصْر حفظه الله أرسل رَسُولا يأتي بِهِ وَكَانَ ذَلِك باطلاعي فَرَجَعت جوابات من شيخ ذَلِك الْمحل وَهُوَ رجل يُقَال لَهُ سعد مِفْتَاح أَن صَاحب الْقُرُون مَوْجُود لديهم بِيَقِين وَلكنه قطعهمَا لما تأذى بهما وَرَأَيْت الجوابات ثمَّ تَوَاتَرَتْ الْقَضِيَّة تواتراً لم يبْق فِيهِ شك وَذَلِكَ في سنة ١٢١٥
وَمن الغرائب الْحَادِثَة فِي هَذَا الْعَام أن امْرَأَة قد كَانَت قريب الْبلُوغ فَخرج لَهَا في فرجهَا ذكر وَصَارَت رجلاً بعد أَن كَانَت امْرَأَة وَقد أخبرني بذلك السَّيِّد الْعَلامَة مُحَمَّد بن يحيى الكيسي وَقَالَ إن فرجهَا كَانَ ثقباً صَغِيرا وَأَنه أمرها بعد ظُهُور الذكر أن تلبس لبس الرِّجَال فلبسته وهي الآن كَذَلِك
(٨٠) السَّيِّد أَحْمد بن يُوسُف بن الْحُسَيْن ين الْحسن ابْن الإمام الْقَاسِم
الْمُحَقق الْعَلامَة الْمُحدث البارع في علم السّنة الْمَشْهُور بحفظها وَحفظ رجالها حَتَّى لقب الحَدِيث لغلبته عَلَيْهِ كَانَ عَارِفًا بفنون الآلة جَمِيعًا وَله يَد طولى في علم الْأَدَب وقصائد طنانة وَله تَخْرِيج لمجموع الإمام زيد بن علي نَفِيس يدل على طول بَاعه فِي علم الرِّوَايَة وَكَانَ مَشْهُورا بدماثة الْأَخْلَاق والتواضع والاحتمال وَالصَّبْر وَسُكُون الطَّبْع وَالْوَقار وَله فِي ذَلِك أَحْوَال عَجِيبَة حَتَّى كَانَ إِذا تَركه أَهله من طَعَامه وَشَرَابه أوشئ مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ لَا يطْلب ذَلِك مِنْهُم وَلَا يظْهر عَلَيْهِ غضب بل يحْتَمل كل شَيْء وَهَذَا فِي خَواص أَهله الَّذين هم مَحل تبذل الإنسان وَعدم تحفظه فَمَا ظَنك بِسَائِر النَّاس فَمن قصائده