اجْتَمعُوا بعد مُدَّة على حيدر وَالِد صَاحب التَّرْجَمَة فألبس أَصْحَابه التيجان الْحمر فسمّاهم النَّاس قزل باش فَصَارَ كأحد السلاطين فَقتل ثمَّ اجْتَمعُوا بعد مُدَّة على شاه إسماعيل صَاحب التَّرْجَمَة وَكَثُرت اتِّبَاعه فغزا سُلْطَان شرْوَان فَكَانَ الغلب لصَاحب التَّرْجَمَة وَأسر جَيْشه سُلْطَان شرْوَان فَأَمرهمْ أَن يضعوه في قدر كَبِير ويأكلوه ثمَّ افْتتح ممالك الْعَجم جَمِيعهَا وَكَانَ يقتل من ظفر بِهِ ومانهبه من الأموال قسمه بَين أصحابه وَلَا يَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا وَمن جملَة مَا ملك تبريز وأذربيجان وبغداد وعراق الْعَجم وعراق الْعَرَب وخراسان وَكَاد أَن يدعي الربوبية وَكَانَ يسْجد لَهُ عسكره ويأتمرون بأَمْره قَالَ قطب الدَّين الحنفي في الْأَعْلَام أنه قتل زِيَادَة على ألف ألف نفس قَالَ بِحَيْثُ لَا يعْهَد في الْجَاهِلِيَّة وَلَا في الإسلام وَلَا فِي الْأُمَم السَّابِقَة من قبل من قتل النُّفُوس مَا قَتله شاه إسماعيل وَقتل عدَّة من أعاظم الْعلمَاء بِحَيْثُ لم يبْق من أهل الْعلم أحد في بِلَاد الْعَجم وأحرق جَمِيع كتبهمْ ومصاحفهم وَكَانَ شَدِيد الرَّفْض بِخِلَاف آبَائِهِ وَمن جملَة تَعْظِيم أَصْحَابه لَهُ أَنه سقط مرة منديل من يَده إلى الْبَحْر وَكَانَ على جبل شَاهِق مشرف على ذَلِك الْبَحْر فَرمى نَفسه خلف المنديل فَوق الف نفس تحطموا وتكسروا وغرقوا وَكَانُوا يَعْتَقِدُونَ فِيهِ الألوهية ذكر ذَلِك القطب الْمَذْكُور وَلم تنهزم لَهُ راية حَتَّى حاربه السُّلْطَان سليم الْمُتَقَدّم ذكره فَهَزَمَهُ ثمَّ صَالحه بعد ذَلِك
١٩١ - شاه رخّ بن تيمورلنك
صَاحب هراة وسمرقند وبخارى وشيراز وَمَا والاها من بِلَاد الْعَجم وَغَيرهَا بل ملك الشرق على الإطلاق تولى الْملك بعد ابْن أَخِيه خَلِيل ابْن أميران شاه بن تيمور الْمُتَقَدّم ذكره وحمدت سيرته وَكَانَ يُكَاتب