للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وصغيرة حاولت فضّ ختامها ... من بعد فرط تَحَنن وتلطّف)

(وقلبتها نحوي فَقَالَت عِنْد ذَا ... قلبي يحدثني بأنّك متلفي)

وَهَذَا تضمين يطرب لَهُ الجماد وترقّ لحسنه الصم الصلاد وَمَعَ هَذِه الْفَضَائِل الَّتِى نالها فِي هَذَا الأمد الْقَرِيب فَهُوَ مُجَاهِد للأتراك محاصر لصنعاء مَعَ الْحسن وَالْحُسَيْن ابني الإمام الْقَاسِم كَانَ مطرحه فِي الجراف يَشن الغارات على الأروام في جَمِيع الأيام وافتتح مَدِينَة أَبى عَرِيش وغزا إلى جِهَات مُتعَدِّدَة وَكَانَ منصوراً فِي جَمِيع حروبه وَكَانَ مَجْلِسه معموراً بالعلماء والأدباء وَأهل الْفَضَائِل قَالَ القاضي أَحْمد بن صَالح في مطلع البدور رَأَيْته في بعض الأيام خَارِجا إلى بعض المنتزهات بصعدة فَسمِعت الرهج وحركة الْخَيل فوقفت لأنظر فَخرج فِي نَحْو خَمْسَة وَثَلَاثِينَ فَارِسًا إلى منتزه وهم يتراجعون في الطَّرِيق بالأدبيات وَمِنْهُم من ينشد صَاحبه الشّعْر ويستنشده وَكَانَ هَذَا دأبه وإذا سَافر أول مَا تضرب خيمة الْكتب وإذا ضربت دخل إليها وَنشر الْكتب والخدم يصلحون الخيم الأخرى وَلَا يزَال ليله جَمِيعه ينظر فِي الْعلم وَيُحَرر ويقرر مَعَ سَلامَة ذوقه وَكَانَ مَعَ هَذِه الْجَلالَة يلاطف أَصْحَابه وَكتابه بالادبيات والاشعار السحريات من ذَلِك أَبْيَات كَاتب بهَا السَّيِّد الْعَلامَة الْحسن بن أَحْمد الْجلَال مِنْهَا

(أفدي الحبيب الَّذِي قد زارني وَمضى ... ولاح مبسمه كالبرق إذ ومضا)

(نضا عليّ حساما من لواحظه ... فظلت الثم ذَاك اللحظ حِين نضا)

فأجابه السَّيِّد الْحسن بأبيات مِنْهَا

(قد لَاحَ سعدك فاغتنم حسن الرِّضَا ... من أهل ودّك واستعض عَمَّا مضى)

<<  <  ج: ص:  >  >>