في الحَدِيث فايقة على ألفية العراقي إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يطول شَرحه ثمَّ قَالَ كل ذَلِك مَعَ كَثْرَة مَا يَقع لَهُ من التحريف والتصحيف وَمَا ينشأ عَن عدم فهم المُرَاد لكَونه لم يزاحم الْفُضَلَاء في دروسهم وَلَا جلس مَعَهم في شأنهم وتعريسهم بل اسْتندَ بأخذه من بطُون الدفاتر والكتب وَاعْتمد مَا لَا يرتضيه من اللاتقان صحب وَقد قَامَ النَّاس عَلَيْهِ كَافَّة لما ادعى الِاجْتِهَاد ثمَّ قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ سريع الْكِتَابَة لم أزل أعرفهُ بالهوس ومزيد الترفع حَتَّى على أمه بِحَيْثُ كَانَ تزيد فِي التشكّي مِنْهُ وَلَا يزَال أمره في تزايد من ذَلِك فَالله يلهمه رشده وَنقل عَنهُ أَنه قَالَ تركت الإفتاء والإقراء وأقبلت على الله وَزعم أنه رأى مناماً يقتضي ذم النبي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم لَهُ وَأمر خَلِيفَته الصديق بحبسه سنة ليراجع الإقراء والإفتاء وأنه اسْتغْفر الله بعد ذَلِك وَاقْبَلْ على الافتاء بِحَيْثُ لوجئ إليه بِفُتْيَا وَهُوَ مشرف على الْغَرق لأخذها ليكتب عَلَيْهَا قَالَ وَمن ذَلِك أَنه توسّل عِنْد الإمام الْبُرْهَان الكركي في تَعْيِينه لحجة كَانَت تَحت نظره فَأَجَابَهُ وَزَاد من عِنْده ضعف الأصل فَمَا قَالَ لَهُ جزيت خيراً وَلَا أبدى كلمة تؤذن بشكره قَالَ وَمن هوسه أَنه قَالَ لبَعض تلامذته إِذا صَار إلينا الْقَضَاء قَررنَا لَك كَذَا وَكَذَا بل تصير أَنْت الْكل هَذَا حَاصِل ماذكره السخاوي فى كِتَابَة الضَّوْء اللامع فى تَرْجَمَة الْجلَال السيوطى وختمها بقوله أنه ألّف مؤلفاً سَمَّاهُ الكاوي في الرَّد على السخاوي
وَأَقُول لَا يخفى على الْمنصف مَا فِي هَذَا الْمَنْقُول من التحامل على هَذَا الإمام فإنه مَا اعْترف بِهِ من صعوبة علم الْحساب عَلَيْهِ لَا يدل على مَا ذكره من عدم الذكاء فإن هَذَا الْفَنّ لَا يفتح فِيهِ على ذكى إِلَّا نَادرا