أَن خلع النَّاصِر حسن فأفرج عَنهُ فِي شعْبَان سنة ٧٥٢ واعيد الى بِلَاده ومملكته وَكَانَ ذَلِك بشفاعة بعض الْأُمَرَاء وَوصل إلى الْيمن فأقام في مَمْلَكَته إلى أَن مَاتَ وَكَانَت والدته لما حج قد دبرت المملكة وَلما بلغَهَا أسره أَقَامَت وَلَده الصَّالح وكتبت إلى التُّجَّار وروي أَنه ركب بعد أَن أطلق حصاناً وَمر على شاطئ النيل فعطش الحصان ونازعه الى شربه المَاء فَسَقَاهُ ثمَّ بَكَى أحر بكاء فَسَأَلَهُ بعض من كَانَ عِنْده عَن سَبَب بكائه فَقَالَ إن بعض المنجمين ذكر لَهُ وَهُوَ بِالْيمن أَنه يملك الديار المصرية ويسقي فرسه من النيل وَكَانَ يظن وُقُوع ذَلِك فَلَمَّا رأى فرسه في ذَلِك الْوَقْت يشرب من مَاء النيل عرف أَن ذَلِك الْقدر هُوَ الذي أُشير اليه وَمَات في جُمَادَى سنة ٧٦٤ أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة
٢١٧ - الشَّيْخ ملا علي قاري بن سُلْطَان بن مُحَمَّد الهروي الحنفي
ولد بهراة ورحل إلى مَكَّة وَاسْتقر بهَا وَأخذ عَن جمَاعَة من الْمُحَقِّقين كَابْن حجر الهيثمي وَله مصنفات مِنْهَا شرح الْمشكاة وَشرح الشمايل وَشرح الوتريه وَشرح الجزرية وَشرح النخبة وَشرح الشِّفَاء وَشرح الشاطبية ولخص الْقَامُوس وَسَماهُ الناموس وَله الثِّمَار الجنية فِي أَسمَاء الْحَنَفِيَّة وَله غير ذَلِك قَالَ العصامي فِي وَصفه الْجَامِع للعلوم النقلية والعقلية والمتضلع من السنة النَّبَوِيَّة أحد جَمَاهِير والاعلام مشاهير أولي الْحِفْظ والأفهام ثمَّ قَالَ لكنه امتحن بالاعتراض على الْأَئِمَّة لاسيما الشافعى وَأَصْحَابه وَاعْترض على الإمام مَالك في إرسال يَدَيْهِ وَلِهَذَا تَجِد مؤلفاته لَيْسَ عَلَيْهَا نور الْعلم وَمن ثمَّة نهى عَن مطالعتها كثير من الْعلمَاء والأولياء انْتهى وَأَقُول هَذَا دَلِيل على علو مَنْزِلَته فان الْمُجْتَهد شَأْنه أَن