لَدَيْهِ بِمَنْزِلَة وَلَده لَا يُفَارِقهُ في غَالب الْأَوْقَات وتستمر المباحثة بَينهمَا في عدَّة فنون وَإِذا طَال بَينهمَا الْخلاف أشركاني فِي الْبَحْث وأرسلا إِلَى بِمَا تحصل من ذَلِك فَاكْتُبْ مَا يظْهر وأرجعه إِلَيْهِمَا وَلم يكن في طلبة الْعلم الْآن من لَهُ في الرَّغْبَة فى المذاكرة على الِاسْتِمْرَار مالصاحب التَّرْجَمَة وَقد طارحني بقصايد فرايد كتبتها فِي مَجْمُوع شعري وَمِمَّا لم أكتبه هُنَالك مَا كتبه إِلَى في الْأُسْبُوع الذي حررت فِيهِ هَذِه التراجم وَهُوَ قصيدتان القصيدة الأولى هَذِه
(إِلَى مُنْتَهى السؤل الذي بحياته ... يقوم على سَاق المناضلة الْمجد)
(إِلَى دولة الْعلم الذى حام حولهَا التقى ... وانثنى عَن سوحها الْكفْر والجحد)
(إِلَى حَيْثُمَا قَامَ الفخار وحيثما استقام الْعلَا ... حَيْثُ انْتهى حَيْثُمَا يَبْدُو)
(إِلَى حَيْثُمَا النَّقْع اسْتَدَارَ وحيثما البواتر ... حَيْثُ اشتدت الضمر الجرد)
(إِلَى حَيْثُمَا خط العلافى صحايف ... المحاسن آثارا بهَا يزدْ هى العَبْد)
(إِلَى مُنْتَهى أُمْنِية حَيْثُ تبتدى المنايا ... الَّتِى إن قَامَ ذُو غيلَة تعدو)
(إِلَى رَوْضَة غنا إِلَى ربوة بهَا ... معِين بِهِ تربو الفوايد والرفد)
(إِلَى بَحر علم عَن نداه تدفقت ... جداول تَحْقِيق بهَا استعذب الْورْد)
(فَتى ماربى إِلَّا بِحجر التقى وَلَا ... نشا فَاضلا إلا وسيمته الزّهْد)
(جرى في ميادين الْفَضَائِل ساحبا ... ذيول الرضى لمادهى غَيره الحقد)
(وأرضعه ثدى الفصاحة من لبانه ... فَرَأى حَقًا على الْكبر المهد)
(إِذا اقتطفت أثمار تَحْقِيق علمه ... أنامل فكري أسعف الْحل وَالْعقد)
(وَإِن غردت في رَوْضَة الحكم نشوة ... بلابله هزت معاطفها الملد)
(وَبَين يَدَيْهِ الشّعْر مد بصائغ القوافى ... وَمَا فِي طيها ربطة جرد)
(وحاك لَهُ المنثور مَا بطرازه ... تبختر بشار وَقَالَ أَبى برد)