(وَمَا اتجرت أقلامه غير معجز ... ينمق فى تَحْقِيقه الْجَوْهَر الْفَرد)
(وَلما نشا فى النَّاس فذ أَتَيْته ... فصافح إذ وافيته بَيْننَا الود)
(وشاهدت إنساناً بِخلق مُحَمَّد ... تخلق فاستيقنته أَنه الرشد)
(وَحين استمالتني الليالي بحكمها ... رجعت وَقَامَ الشوق من طرب يعدو)
(وناديت أى نفسى انتباها فَإِنَّمَا ... الليالى بِعُذْر للمنعم تَعْتَد)
(وفى شَيخنَا الْبَدْر الْمُنِير مُحَمَّد ... لرفعة قدري أُسْوَة دونهَا الْقَصْد)
(هُوَ الْبر وَالْبَحْر الذي علم صَدره ... يفِيض على الطلاب إن جزر الْمَدّ)
(ومعتقدي في النَّاس أن وداده ... من الْقرب اللاتي ينَال بهَا الْحَمد)
(إليك نظاما وجهته قريحة ... بمرهفها الْبيض السلاهب تنقد)
فأجبت بِهَذِهِ الأبيات
(أَتَى مِنْك يَا فَخر الأوان وزينة الزَّمَان ... نظام دونه الْجَوْهَر الْفَرد)
(كَمَا الدر لَا بل كالدراري بل غَدا ... كبدر السما لَا بل هُوَ الشَّمْس إذ تبدو)
(وماذا عَسى من لم يكن رب نصفةٍ ... يَقُول وَهل في مثل ذَا يحسن الْجحْد)
(وَهل ضر شمس الْأُفق وهي منيرة ... إِذا ضعفت عَن نورها الْأَعْين الرمد)
(وماذا على الْبَحْر الخضم لَدَى الورى ... إِذا بَال في إحدى جوانبه القرد)
(وماعيب بَيْضَاء الترائب في الدنى ... إِذا عافها ذُو عفة مَاله جهد)
(وَمن قَالَ هَذَا الشهد مر فَقل لَهُ ... مرَارَة فِيك المرمر بهَا الشهد)
(وَإِن قَالَ هَذَا السَّيْف لَيْسَ بقاطع ... فَقل حَده مَا بَيْننَا الْفَصْل وَالْحَد)
(مَنَاقِب لطف الله جلت فَمن غَدا ... يُرَدِّدهَا جهلا بهَا بَطل الرَّد)
(فَتى قد رقى فِي مدرج الْعِزّ وارتدى ... بِثَوْب الْهدى وانقاد طَوْعًا لَهُ الْمجد)
(وسؤدده في كل بَاب من العلى ... برغم أعاديه هوالسؤدد الْعد)